والرَّغام، بالفتح: التراب، وقيل: التراب اللين وليس بالدقيق؛ وقال: ولم آتِ البُيوتَ، مُطَنَّباتٍ، بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَّغامِ أي انفردن، وقيل: الرَّغامُ رمل مختلط بتراب. الأصمعي: الرَّغامُ من الرمل ليس بالذي يسيل من اليد. أبو عمرو: الرَّغامُ دُقاق التراب، ومنه يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَهَنْتُهُ وأَلزقته بالتراب.
وحكى ابن بري قال: قال أبو عمرو الرَّغام رمل يَغْشى البصر، وهي الرِّغْمان؛ وأنشد لنُصَيْب: فلا شكّ أنّ الحيّ أَدْنَى مَقِيلِهِمْ كُناثِرُ، أَو رِغْمانُ بِيضِ الدَّوائر والدوائر: ما استدار من الرمل.
وأرْغَمَ الله أنفه ورَغَّمه: أَلزقه بالرَّغام.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أنها سئلت عن المرأة توضأَتْ وعليها الخِضابُ فقالت: اسْلِتِيهِ وأَرغِمِيه؛ معناه أَهِينِيه وارمي به عنك في التراب.
ورَغَّمَ الأنفُ نفسُه: لزق بالرَّغام.
ويقال: رَغَمَ أنفُه إذا خاس في التراب.
ويقال: رَغمَ فلان أنفه (* قوله «ويقال رغم فلان أنفه» عبارة التهذيب: ويقال رغم فلان أنفه وأرغمه إذا حمله على ما لا امتناع له منه). الليث: الرُّغامُ ما يسيل من الأنف من داء أو غيره؛ قال الأزهري: هذا تصحيف، وصوابه الرُّعام، بالعين.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صَحَّفَ، وكان أبو إسحق الزجاج أَخذ هذا الحرف من كتاب الليث فوضعه في كتابه وتوهم أنه صحيح، قال: وأَراه عَرَضَ الكتاب على المبرد والقول ما قاله ثعلب (* قوله «والقول ما قاله ثعلب» يعني أنه بالعين المهملة كما يستفاد من التكملة). قال ابن سيده: والرَّغامُ والرُّغامُ (* قوله «والرغام والرغام إلخ» هما بفتح الراء في الأول وضمها في الثاني، هكذا بضبط الأصل والمحكم). ما يسيل من الأنف، وهو المخاط، والجمع أَرْغِمَةٌ، وخص اللحياني به الغَنم والظِّباء.
وأَرْغَمَتْ سال رُغامُها، وقد تقدم في العين المهملة أَيضاً.
والمُراغَمَةُ: الهِجْرانُ والتباعد.
والمُراغَمةُ: المغاضبة.
وأَرْغَمَ أَهله وراغَمَهُمْ: هجرهم.
وراغَم قومه: نَبَذهُم وخرج عنهم وعاداهم.
ولم أُبالِ رَغْم أنفِه (* قوله «ولم أبال رغم أنفه هو بهذا الضبط في التهذيب). أي وإن لَصِقَ أََنفُه بالتراب.
والتَّرَغُّمُ التغضُّب، وربما جاء بالزاي؛ قال ابن بري: ومنه قوله الحُطَيئَةِ: تَرى بين لَحْيَيها، إذا ما تَرَغَّمَتْ، لُغاماً كبيت العَنْكَبُوتِ المُمَدَّدِ والمُراغَمُ: السَّعَةُ والمضطَرَبُ، وقيل: المَذْهب والمَهْرب في الأرض، وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يَجدْ في الأرض مُراغَماً؛ معنى مُراغَماً مُهاجَراً، المعنى يَجِدْ في الأرض مُهاجَراً لأن المُهاجِرَ لقومه والمُراغِمَ بمنزلة واحدة وإن اختلف اللفظان؛ وأنشد: إلى بَلَدٍ غيرِ داني المَحَل، بعيدِ المُراغَمِ والمُضْطَرَبْ قال: وهو مأْخوذ من الرَّغام وهو التراب، وقيل: مُراغَماً مُضْطَرَباً.
وعبد مُراغِمٌ (* قوله «وعبد مراغم» مضبوط في نسخة من التهذيب بكسر الغين وقال شارح القاموس بفتح الغين). أي مضطربٌ على مَواليه.
والمُراغَمُ: الحصن كالعَصَرِ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد للجَعْدِيّ: كَطَوْدٍ يُلاذُ بأََرْكانِهِ، عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ وأنشد ابن بري لسالم بن دارة: أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قد حَفَرْت له بئراً تُراغَمُ بين الحَمْضِ والشَّجَرِ وما لي عن ذلك مَرْغَمٌ أي منع ولا دفع.
والرُّغامى: زيادة الكبد مثل الرُّعامى، بالغين والعين المهملة، وقيل: هي قصبة الرِّئة؛ قال أبو وَجْزَةَ السَّعْديّ: شاكَتْ رُغامى قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ هَوْلَ الجَنان، وما هَمَّتْ بإدْلاجِ وقال الشَّمَّاخُ يصف الحُمُرَ: يُحَشرِجُها طَوْراً وطَوْراً، كأنَّما لها بالرُّغامى والخَياشِم جارِزُ قال ابن بري: قال ابن دريد الرُّغامى قصب الرئَةِ؛ وأنشد: يَبُلُّ من ماء الرُّغامى لِيتَهُ، كما يَرُبُّ سالئٌ حَمِيتَهُ والرُّغامى من الأَنف؛ وقال ابن القُوطِيَّة: الرُّغامى الأَنف وما حوله.
والرُّغامى: نبت، لغة في الرُّخامى.
والتَّرَغُّمُ الغضب بكلام وغيره والتَّزَغُّم بكلام؛ وقد روي بيت لبيد: على خير ما يُلْقى به مَن تَرَغَّما ومن تَزَعَّما.
وقال المفضل في قوله فعلته على رَغْمِه: أَي على غضبه ومساءته. يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَغضبته؛ قال مُرَقِّشِ: ما دِيننا في أَنْ غَزا مَلِكٌ، من آل جَفْنَةَ، حازِمٌ مُرْغَمْ معناه مُغْضَب.
وفي حديث أبي هريرة: صَلِّ في مُراح الغنم وامسح الرُّغامَ عنها؛ قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم، بالغين المعجمة، قال: ويجوز أَن يكون أَراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحاً لشأْنها.
ورُغَيْم: اسم.
يتضح من ذلك أن رغم أنفه بمعنى ذل أي كأن أنفه وضع في التراب
و لكن يبدو ان البعض فهم من الكلام أن رغم أنفه تعني غصباً عن أنفه
و قد قرأت أن مجمع اللغة العربية أجاز استعمال رغم بهذا المعنى
فيجوز أن نقول رغم سوء الأحوال الجوية أقلعت الطائرة، و هنا رغم بمعنى مع
و يجوز أن نقول أبحرت السفينة رغماً عن القبطان، أي غصبا عنه
ألا ترون أن في هذين الاستخدامين خروجاً عن استخدام رغم في عصور الاحتجاج؟
أم أن هناك مبرراً منطقيا من كلام العرب القديم يبرر هذين الاستعمالين؟
أتمنى منكم الافادة للضرورة، جزاكم الله خيراً
¥