أأخطأ الشاعر محمود غنيم؟؟

ـ[الحطيئة]ــــــــ[19 - 12 - 2010, 06:27 م]ـ

قال محمود غنيم:

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد = تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

و لا شك أنه يقصد: تجده كطيرٍ مقصوصِ الجناحين

و لكن , هل أفاد التركيب ما قصد؟؟

الذي ظهر لي أن هذا التركيب يولد هذا المعنى: تجده كالطير , ثم ذكر وصفا لازما لكل طائر فقال: مقصوصا جناحاه

كما لو قلت: وجدت عليا كالأسد ثابتاً جنانُه

و الذي بدا لي أنه يؤدي المعنى - دع الوزن - الذي يريده الشاعر: تجده كطير مقصوص جناحاه , بالتنكير

فهل التركيب الذي بُني عليه البيت يؤدي المعنى أم لا؟؟

و لو صح المعنى , فهل يصح أن تُجر "مقصوصا"؟؟

ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[21 - 12 - 2010, 03:38 م]ـ

لا أظنه أخطأ.

أنّى اتّجهْتَ إلى الإسلامِ في بلدٍ ... تجدْهُ كالطيرِ، مقصوصًا جناحاهُ!

أي: تجده كالمقصوص جناحاه، من الطير!

فقدم الطير للوزن، والمعنى: كالطير (في حال قصِّ جناحه).

ولعل النكتة هنا في نوع (ال) ـ بعد التقديم ـ فهي ليست (ال) لتعريف الجنس، جنس الطير عموما، بحيث يقع الوصف (مقصوص الجناح) عليه في كل حال، وإنما هي للعهد الذهني: (ذلك الطير: المعهودة حاله عند الضعف والانكسار ـ الصفة الجامعة بين المشبه والمشبه به ـ وهو الطير مقصوص الجناح)؟

رأي يحتمل الخطأ.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 12 - 2010, 04:20 م]ـ

(مقصوصا) تعرب حالا، والحال يُفهِم قولك (في حال كذا)، كما قال ابن مالك:

الحال وصف فضلة منتصب ............ مفهم (في حالِ) كفردا أذهب.

فكأنه قال: (تجده كالطير في حال كون جناحيه مقصوصين).

والحال تأتي مقيدة لصاحبها فتفيد المطلوب.

والله أعلم.

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[22 - 12 - 2010, 12:34 ص]ـ

نعم، لم يخطئ

وهو في النصوص الفصيحة، كما في حديث حذيفة عن الفتن عند مسلم: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير، عُودًا عودًا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة، ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسودُ مُرْبادًّا، كالكوز مُجَخّياً، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ... " الحديث

الشاهد فيه: كالكوز مجخياً. والكوز إناء بعروة يشرب به، والمجخّي هو المائل أو المنكوس.

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[24 - 12 - 2010, 01:46 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رأيي أن الشاعر قد وفق في اختيار هذا التركيب وأجاد، ففيه من الإبداع ما ليس في (كطير مقصوص الجناحين) أ (طيرا مقصوص الجناحين).

والسبب أن هذا التركيب فيه نوع من الصدمة النفسية لا تجده فيما لو استخدم لفظة (طير) منكرة.

لو قال تجده كطير، لتوقعت أن يأتي بوصف يخصص النكرة طير، لأن النكرة تحتاج للتخصيص، والنفس تتشوف بطبعها لهذا التخصيص وتنتظره.

أما استخدام لفظة الطير (معرفة) فليست في حاجة للتخصيص، ولو اكتفى بها الشاعر لتم المعنى، ولفهم منها أن حال الإسلام في كل بلد كحال الطير، واللازم من حال الطير بلا قيد هو الحرية والانطلاق والبهجة، فإذا فاجأك بعد هذا بما لم تتوقع، أصاب نفسك بصدمة يريد أن يصيبك بها لتشعر بالفاجعة.

وقد استخدم الشاعر الحال استخداما مركبا، لأن مقصوصا جناحاه حال من حال، مقصوصا حال من الطير، وكالطير حال من الهاء في تجده، والوجدان هنا من أفعال الجوارح لا القلوب.

كذلك تعبيره بـ (مقصوصا جناحاه) فيه من الجمال ما ليس في مقصوص الجناحين، لأن تنوين مقصوصا قد يعطي الانطباع بالاكتفاء بالنكرة لأنها حال والحال النكرة أقل حاجة للتخصيص، فإذا نونت دلت على عدم الإضافة وظن الاكتفاء بها، لأن الأصل في الحال التنكير. ولو اكتفى بـ (مقصوصا) لأمكن أن يكون مقصوص الذيل أو العرف أو بعض الريش، فإذا فاجأك بأن ما قص منه هو الجناحان، والجناحان هما أغلى ما يملك الطائر، علمت مقدار المصيبة.

مجرد رأي.

والله أعلم.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[24 - 12 - 2010, 02:17 م]ـ

استفدنا؛ جزاكم الله خيرا أجمعين ..

في مقرر الأدب للصف الثالث الثانوي يأتي سؤال:

ما النقد الذي وجهه النقاد لهذا البيت؟

ثم تجد الإجابة في التحليل:

تعميم الطير وهو يشمل القوي والضعيف منها ولو قال: كالصقرأو كالنسر لكان أقوى ..

فما رأيكم؟ نفعكم الله ونفع بكم ..

ـ[المدرس اللغوي]ــــــــ[24 - 12 - 2010, 02:25 م]ـ

استفدنا؛ جزاكم الله خيرا أجمعين ..

في مقرر الأدب للصف الثالث الثانوي يأتي سؤال:

ما النقد الذي وجهه النقاد لهذا البيت؟

ثم تجد الإجابة في التحليل:

تعميم الطير وهو يشمل القوي والضعيف منها ولو قال: كالصقرأو كالنسر لكان أقوى ..

فما رأيكم؟ نفعكم الله ونفع بكم ..

أرى أنه كلام صواب, فينبغي من الشاعر ألا يعمم هذه الصفة على الطيور ,لأن الطيور فيها ما هو مشهور بضعفه, وكذلك منها ما عرف بقوته ...

ـ[الحطيئة]ــــــــ[27 - 12 - 2010, 10:02 م]ـ

بارك الله فيكم أساتذتي و زادكم علما , فقد وأدتم بالجواب ما أشكل عليَّ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015