ـ[مازن الحسني]ــــــــ[23 - 12 - 2010, 06:37 م]ـ
عرس الشهادةِ
الشاعر السيد عبد المنعم تقي سعيد
هنيئاً للذي لثم الترابا .. وشبتْ روحُهُ فينا شهابا
هنيئاً ملءُ دنياكم وفاءٌ .. فلولاكم لما سرنا ركابا
ولولاكم لما رفعتْ رؤوسٌ .. ولافاضتْ على الدنيا كتابا
ولولاكم لكان المجدُ ينأى .. ونطرقُ دونه باباً فبابا
ولولاكم لأخرس كل مهدٍ .. ومزقَ عن تمائمهِ الحجابا
ولولاكم لعاش النخلُ عارٍ .. ودجلةُ ماؤها أضحتْ يبابا
ولولاكم تنمرَ كل وغدٍ .. وصارتْ هرةُ القومِ ذئابا
وقفتم في عيون الموتِ سداً .. وصرتم للعدا شوكاً وصابا
لقد صرتم لوجه العربِ نوراً .. يمزق عتمةً يجلو اكتئابا
فأنتم للعراق نشيدُ فخرٍ .. كتبتم بالدمى سفراً فطابا
شهيد المجد قرْعيناً فأنا .. أخذنا حقنا زهواً غلابا
تمنيتُ الحياةَ تعودُ فيكم .. وأنى يرجعُ الموتى الجوابا
لقرت أن ترى وطناً مفدى .. عيوُنكمُ فتسعدُ أو تثـ ابا
فأرض المجد قد فاضتْ عيوناً .. وشادتْ فوقها فبباً صلابا
وجاءتْ أرضها بالخيرِ تشدو .. عيون الشعرِ تلتهبُ التهابا
تقول وهي معجبةٌ بفعلٍ .. فهذا الفعل من عجبٍ عجابا
فذاكَ عراقنا والفخرُ يزهو .. يطاول هامةَ الدهرِ أنتصابا
يفاخرُ كل من يصبو اليه .. بسوح الحرب قد ركب الصعابا
أناختْ عند مربعه الغيارى .. تلوذُ بأهلهِ ترجو الثوابا
يعلمها التقدمَ والمعالي .. واخذَ الحق في الدنيا أغتصابا
فأنْ سكتَ الأولى عن غاصبيه .. رأيت عدوهم سَلَبَ الثيابا
لقد قال الرجال وذاك حقٌ .. إذا رمتَ الحياة فكن الشهابا
تحلق في الذرى وترى وجوها .. تقبلُ عند سادتها الترابا
ولكنْ حين تظفر في بنيها .. تكشرُ عن ضغينتها النيابا
أسودٌ تدعي فإذا تجلتْ .. ليومِ الروع أنكفأت كلابا
أذاقت شعبَ لبنانَ المآسي .. وعاثتْ في مغانيه أنتهابا
تقطعُ أوصالاً وتسبي .. حرائرهم وتقتلهم شبابا
واطفالُ الحجارة إذ لصدوا .. أحالوا حُلمَ مغتصبٍ سرابا
برغم القهرِ والأرهاب فيهم .. يلاقون البنادقَ والحرابا
نفوس آمنتْ اْن التراخي .. عن الأوطان قد أحنى الرقابا
فبشراكم فهذا النصر يبدو .. ضاء بأرضكم ملأ الشعابا