على باب المصطفى/ فاروق جويدة

ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[05 - 12 - 2010, 11:34 م]ـ

على باب المصطفى

قصيدة للشاعر فاروق جويدة

قدم الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة قصيدة جديدة وصف من خلالها رحلته إلى الأراضي المقدسة لتأدية مناسك الحج، وفيض المشاعر الإيمانية التي تحل بالمسلمين في مكة عند الطواف بالكعبة والوقوف بعرفات، والصلاة في الروضة الشريفة أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

يقول جويدة بقصيدته، حسب صفحته على الموقع الإجتماعي "فيس بوك":

ركب الزمان يطوف في عبراتي

وأنا أراك تطل من عرفات

وأمامك التاريخ يسجد خاشعا

والحق حولك شامخ الرايات

وتودع الدنيا بوجه مشرق

فيه الجلال .. ونبل كل صفات

تبكي الجموع وأنت تهمس بينها

قد لا أراكم في الحجيج الآتي

لكنني أودعت في أعناقكم

قرآن ربي .. سيرتي وحياتي

لا لن تضلوا إن تمسكتم به

فخلاص هذي الأرض في آياتي

ويطل وجهك خلف ستر خافت

فترى حشود الحق في الصلوات

وترى الوجوه وقد أضاء جلالها

والدهر يكتب أقدس الصفحات

وتصيح فيهم أن غاية ديننا

طهر القلوب ورفعة الغايات

فجر الضمير رسالتي لا ترجعوا

للكفر بعدي .. في ثياب طغاة

لا تقربوا الأصنام بعدي إنها

بيت الضلال .. وآفة الآفات

ولتعبدوا الرحمن ربا واحدا

فعلى هداه تفجرت صيحاتي

الله خالق كل شيء فاجمعوا

أشلاءكم بالحق والرحمات

وحدت أشلاء .. جمعت شراذما

وجعلت من طلل الشعوب بُناتي

الظلم في ركب الحياة ضلالة

والعدل نور الله في الظلمات

والذم في وجه الحياة جريمة

وتميمة للرجس واللعنات

والحق أولى أن تصان حصونه

ليظل تاج الأرض والسموات

والأرض عرض والدماء محارم

ونقاء مال المرء بالصدقات

حرية الإنسان غاية ديننا

وطريقنا في كل فجر آتي

ونساؤكم في كل بيت رحمة

تاج العفاف وسام كل فتاة

والعدل دستور الحياة فإن غفي

هرعت حشود الظلم بالويلات

والحكم عدل والشرائع حكمة

والنفس عندي أكبر الحرمات

أهل الكتاب لهم حقوق مثلنا

في الأمن .. في الأوطان .. في الصلوات

الله ساوي الخلق وحد بينهم

في العيش .. في الأنساب .. في الدرجات

أما الحياة وديعة في سرها

هل يستوي الأحياء بالأموات؟

ويل لأرض مات فجر ضميرها

موت الضمائر قمة المأساة

لكنني أيقنت أن رسالتي

فيها الهدي من خالق السموات

بلغت يا الله فاشهد أنني

لم أنس حق رعيتي ورعاتي

زوروا المدينة .. وأذكروني عندها

من زار قبري صافحته حياتي

أنا لم أكن إلا رسولا قد خلت

قبلي رسالات وهدى عظات

بشر انا .. ما كنت ربا بينكم

بل كنت فجرا لاح في لحظات

وأفاض في الدنيا .. وأيقظ أهلها

بالحق .. والتنزيل .. والآيات

فإذا بدا في الأفق غيم عابث

صلوا علي .. وأكثروا الصلوات

***************

ركب الزمان يطوف في نظراتي

وتتوه في عمق المدي كلماتي

ماذا أقول ونور وجه المصطفى

كالصبح أشرق في شواطيء ذاتي

ويطل وجهك في الحجيج كأنه

وجه السماء أضاء في جنباتي

يا سيد الخلق الرفيع تحية

من كل شوق فاض في عرفات

طوفت في أرجاء مكة ساعيا

وعلى منى ألقيت بالجمرات

ونظرت للأفق البعيد وحوله

تسري أمامك جنة الجنات

ووقفت تصرخ يا الهي أمتي ..

فيجيب رب الخلق بالرحمات

لم تنس أمتك الحزينة كلما

هرعت جموع الناس بالدعوات

وسألت رب الكون هذا حالهم

فقر .. وجوع .. وامتهان طغاة

يارب هذي أمتي مغلوبة

ما بين حكم جائر .. وغزاة

الركب ضل وشردته عواصف

بالعجز .. والطغيان .. والنكبات

جمعتهم في كل شيء كلما

نادى المؤذن داعيا لصلاة

والآن صاروا في الحياة بلا هدى

تبدو عليهم سكرة الأموات

أنا في رحابك جئت أحمل أمة

ماتت على أطلالها صرخاتي

والحاقدون على الضلال تجمعوا

والأمة الثكلى فلول شتات

***********

في الكعبة الغراء وجهي شاخص

تتسابق الصلوات في الصلوات

والناس في الحرم الشريف توافدوا

ضوء الوجوه يطوف في الساحات

الله أكبر والحجيج مواكب

من كل لون قادم ولغات

الله وحدهم على وحي الهدى

رغم اختلاف الجنس واللهجات

جاءوا فرادي يحملون ذنوبهم

ويفيض صفح الله بالنفحات

حين استوى الرحمن فوق عباده

العفو كان بداية الرحمات

يارب فلتجعل نهاية رحلتي

عند السؤال شفاعتي وثباتي

أنا في رحابك جئت أحمل توبتي

خجلان من شططي ومن زلاتي

أنت الغفور وكان ضعفي محنتي

وعذاب قلبي كان في هفواتي

أشكو إليك الآن قلة حيلتي

وهوان عمري .. حيرتي وشتاتي ..

تتزاحم الأيام بين خواطري

ما بين ذنب حائر وعظات

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015