(?) مراتب النحويين: 144.

(5) معجم المعاجم: 23.

(?) الغرائب المشهورات ومناهجها

منذ أن ظهرت الكتب الأولى في غريب الحديث على أيدي علماء اللغة، لم تنقطع سلسلة التأليف في هذا الفن، فلم يخل عصر من العصور من الجامعين فيه. وقد بلغ عدد مصنفات غريب الحديث فيما أحصاه أحد الباحثين نحو 90 كتاباً، مع أنه قد فاته ذكر بعض الكتب التي وصلت إلينا فضلاً عن غيرها (?).وقد تنوعت مناهج المؤلفين في ترتيب كتبهم وتفسير الغريب، أشير إليها في السطور الآتية بإيجاز، مع الإلماع في غضون ذلك إلى مكانتها:

منهج اللغويين الأوائل

وهو المنهج الذي اتبعه أبو عبيدة وغيره من علماء اللغة في القرنين الثاني والثالث، فكانوا يوردون الأحاديث دون ذكر أسانيدها، ثم يفسرون غريب ما فيها باختصار أو شيء من البسط (?).

منهج أبي عدنان

كان أبو عدنان من أصحاب أبي عبيدة وأبي زيد وطبقتهما كما سبق، لكنه اختار لكتابه في غريب الحديث منهجاً جديداً، فرتَّب كتابه على أبواب السنن والفقه وذكر فيه الأسانيد أيضاً، كما وصفه ابن درستويه.

منهج أبي عبيد

لما ألف أبو عبيد القاسم بن سلام (224هـ) كتابه الحافل وجمع فيه ما تفَّرق في كتب أبي عبيدة والأصمعي وغيرهما، وأضاف إليه أحاديث وآثاراً كثيرة أوردها مع أسانيدها. قدم أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأتبعها آثار الصحابة ثم التابعين، جامعاً آثار كل منهم في مكان واحد. وامتاز تفسيره "بصحة المعنى وجودة الاستنباط وكثرة الفقه" (?). فصار كتابه قدوة "لما حواه من الأحاديث والآثار الكثيرة، والمعاني اللطيفة والفوائد الجمة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015