ثم جعل يقول في حديث شعبة، ويحسنه، فجعل لا يقدم عليه أحدًا.
252 - وقال: شعبة أكبر من سفيان بعشر سنين (15).
وقال: نظرنا فيمن سمع منهم شعبة ولم يسمع منهم سفيان؛ فإذا هم نحوٌ من ثلاثين رجلاً (16).
وجعل يقول: إذا نظرت إلى من لقيه شعبة ولقيه سفيان، شعبة قد فضله بشيء كثير.
253 - وقال أيضًا: الثوري أحفظ للرجال والإسناد، وشعبة أحسن حديثًا، لم يكن في زمن شعبة مثله ولا أحسن حديثًا منه، وليس تقيس إليه رجلاً إلا كان شعبة أحسن حديثًا منه، كان قُسِمَ له من هذا حظٌّ (17).
254 - قال: وروى عن سعد بن إبراهيم فأجاد فيه، وما روى شعبة إلا عن ثقة، وكان سفيان يتجاوز، وكان يعرف ذلك -يعني: سفيان، كان يعرف تجوزه-.
255 - وقال الميموني: قلت: يا أبا عبد الله، من أكثر غلطًا، شعبة أو سفيان؟
قال: شعبة يغلط في الأسماء.
قلت: وسفيان في اللفظ؟
قال: هو أقل غلطًا، ما أقل غلط سفيان.
قلت: إن إنسانًا سمعته يذكر عنك أنك قلت: إن سفيان إنما يغلط في حديثين أو ثلاثة؟
قال: ومن يضبط هذا؟ ما علمت أني قلت ذا.
256 - وقال الحسن بن محمد بن الصباح (18) الزعفراني: قلت لعفان بن مسلم: من كان أكثر غلطًا في الحديث، سفيان أو شعبة؟
قال: شعبة بكثير.
قال الحسن: فقلت لأحمد، فقال: في أسماء الرجال (19).
257 - وقال وكيع: قال شعبة: سفيان أحفظ مني، وما حدثني سفيان عن شيخ، فلقيت الشيخ؛ إلا وحدثني كما قال سفيان (20).
258 - وقال أبو عبد الله فيما إذا اختلف شعبة وسفيان في الحديث: فالقول قول سفيان؛ لأنه أقل خطأً (21)، ولأنه أحفظ (22).
259 - وروي عن يحيى بن سعيد أنه قال: ليس أحد أحب إلي من شعبة، فإذا خالفه سفيان؛ أخذت بقول سفيان (23).
260 - قيل لأحمد: فإذا اختلف سفيان وزهير؟
قال: زهير عندي في كل شيء،
ثم قال: ما خالف زهير أحدًا إلا أهمته نفسه (24).
وقال: قلَّ من خالف زهيرًا إلا قضى زهير عليه، كان زهير يتثبت في الحديث.