ـ[ماهر]ــــــــ[15 - 05 - 07, 06:25 ص]ـ
مما نسبوا إليه: قالَ الحسنُ: ((خطَبَنا عتبةُ بنُ غزوانَ)) قاله الحافظ ابن حجر في كتابه النكت.
قال ماهر: هذه الرواية تفرد بإخراجها الترمذي (2575) فيما أعلم، وليس فيها ما استشهد به الحافظ فالرواية هكذا: ((عن هشام بن حسان، عن الحسن، قال: قال عتبة بن غزوان على منبرنا هذا منبر البصرة …)). وقال الترمذي عقبه: ((لا نعرف للحسن سماعاً من عتبة بن غزوان، وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر)).
والذي قال: ((خطبنا عتبة بن غزوان)) هو خالد بن عمير العدوي كما هو عند مسلم في صحيحه 8/ 215 (2967) (14) و8/ 216 (2967) (14) وقد بين الإمام المزي في تحفة الأشراف 6/ 518 - 519 (9757) ألفاظ الروايتين.
فائدة: هذا الأثر عن الحسن ذكره الطحاوي معلقاً في شرح معاني الآثار 1/ 578 عقب حديث (2544) فقال: ((وروي عن الحسن أنه قال: خطبنا عتبة بن غزوان يريد خطبته بالبصرة فالحسن لم يكن بالبصرة حينئذ؛ لأن قدومه لها إنما كان قبل صفين بعام)).
لكن روى الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 155 - 156 بسند فيه مقال وفيه: ((عن الحسن، قال: قدم علينا عتبة بن غزوان أميراً …)) وفي السند إليه أحمد بن الفرج بن سليمان وفيه مقال وهو على أقل أحواله:ضعيف يعتبر به كما هو ظاهر من كلام ابن عدي في الكامل 1/ 313.
وكذلك في السند عبد الرحمان بن سليمان بن أبي الجون العنسي ضعفه أبو داود وأبو حاتم، وقوى أمره بعضهم وهو كذلك في أقل أحواله ضعيف يعتبر به.
وفي السند كذلك أبو خالد الأحمسي مجهول إذ تفرد بالرواية عنه ابنه إسماعيل فهذا السند مع هذه العلل لا يصلح لأن يثبت للحسن فيه هذا النوع من التدليس.
وهناك سند آخر معلول كذلك عند هناد بن السري في الزهد (770) قال: ((حدثنا أبو
معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن. وعن حميد عن أبي قتادة العدوي، قال: خطبنا عتبة بن غزوان …)).
وهذا سند ساقط لوجود إسماعيل بن مسلم فهو ضعيف ثم حتى لو صح السند فالكلام لأبي قتادة وليس للحسن.
ونسبوا إليه فقالوا: وقولهُ: ((خطبنا ابنُ عباسِ - رضيَ اللهُ عنهما-)) واللهُ أعلمُ كما في النكت.
أقول: جاء في المراسيل لابن أبي حاتم: 33 بإسناده إلى ابن المديني: ((وقال لي في حديث الحسن خطبنا ابن عباس بالبصرة هو كقول ثابت قدم علينا عمران بن حصين)).
قال ماهر: ما أشار إليه من حديث الحسن، عن ابن عباس ليس فيه ما ذكر، فالحديث في سنن أبي داود (1622)، وسنن النسائي 3/ 90 و3/ 190 و5/ 50 و52 وفي الكبرى، له (1802) و (2287)
و (2294) وفيه: عن الحسن، قال: ((خطب ابن عباس …)). وانظر: تحفة الأشراف 4/ 274 (5394)، لكن أخرج الشافعي في "مسنده" (548) بتحقيقي - ومن طريقه البيهقي في " الكبرى " 3/ 338، وفي المعرفة، له (1992) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم، عن الحسن، عن ابن عباس: ((أن القمر كسف وابن عباس بالبصرة فخرج ابن عباس فصلى بنا …))، ولا يخفى على أدنى باحث أن السند إلى الحسن ضعيف جداً لشدة ضعف شيخ الشافعي.
أقول: لم يصح إسناد إلى الحسن أنه كان يصنع هذا التدليس وله نزر يسير من الحديث رواه عن ابن عباس بالعنعنة. انظر: تحفة الأشراف 4/ 274 - 275، وإتحاف المهرة 7/ 35 - 36، والمعجم الكبير 12/ 136.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 06:30 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ ماهر ونفع بك المولى ..
وأذكر لكم قول الشيخ العلوان في شرحه على الموقظة:
الأمر الثالث: كان الأئمة يشددون في مسألة الاتصال, وهذا مما تساهل فيه المتأخرون. بعكس هذا فإن المتأخرين يشددون في التدليس, حتى في الحسن البصري, وفي أبي إسحاق السبيعي, وفي قتادة, وفي الوليد بن مسلم, وفي الأعمش, إذا رأوا للواحد من هؤلاء حديثا معنعناً, قالوا: علته الأعمش, مدلس وقد عنعن, وهذا لا يمكن أن تراه ولو في حديث واحد في كلام المتقدمين, فإنهم يفرقون بين العنعنة وبين التدليس, وهذا من اختلاف الأصول بين المتأخرين والمتقدمين.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 05 - 07, 12:53 م]ـ
¥