ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 10:10 م]ـ
مثال الحديث الحسن
قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال سمعت أبي بحضرة العدو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقال رجل من القوم رث الهيئة أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر قال نعم فرجع إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام وكسر جفن سيفه فضرب به حتى قتل قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن الضبعي
ورجاله ثقات .. إلا الضبعي (جعفر بن سليمان) .. فإنه صدوق ..
(فائدة): إذا قال المحدث:رجاله ثقات .. وسكت .. فليس هذا دليلا على الصحة .. بل يغلب على الظن أن هناك علة حادت به أن يصرح بالصحة ..
والله أعلم
وقولهم صدوق .. يعني أنه خفيف الضبط .. فقد جاز القنطرة في العدالة .. وجاءت الخفة من قبل الضبط
والحديث صحيح من طرق أخرى بألفاظ متقاربة
ففي رواية للبخاري الجنة تحت بارقة السيوف، وفي رواية له عن ابن أبي أوفى مرفوعا بلفظ اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ورواه مسلم عن أبي موسى بلفظ أنه قال بحضرة العدو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، فقام رجل رث الهيئة، فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال نعم، قال فرجع إلى أصحابه، فقال أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه وألقاه ثم مشى بسيفه إلى عدوه، فضرب به حتى قتل
فائدة: مظان الحديث الحسن كتب السنن الأربعة .. والمسانيد
قال الخطابي عن الحديث الحسن: وعليه مدار أكثر الحديث.
فمصادره أوفر إذن من المصادر التي التزمت الصحة
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[10 - 12 - 06, 10:43 م]ـ
أُسجِلُ متابعتي لك أخي الغالي ..
وأرجو منكم الإستمرار وفقكم الله لكل خير
---------------------------------------------------------------
فائدة: مظان الحديث الحسن كتب السنن الأربعة .. والمسانيد
قال الخطابي عن الحديث الحسن: وعليه مدار أكثر الحديث.
فمصادره أوفر إذن من المصادر التي التزمت الصحة.
----------------------------------------------------------------------
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 10:33 م]ـ
قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والحكمة يمانية .. )
هذا مثال للحديث الصحيح .. ترحيبا بأخينا الفاضل أبي معاذ اليمني .. فمرحبا وأهلا وسهلا بكم
يقول المصنف رحمه الله تعالى:
وكل ما عن رتبة الحسن قصُر ... فهو الضعيف وهو أقسامًا كَثُر
والمعنى أن الحديث إذا فقد شرطا من شروط الحسن فهو ضعيف .. وهذا واضح جدا
وقد يقال إن الضعيف يشمل ما قل عن رتبة الحديث الصحيح لغيره
والصحيح لغيره: هو الحديث الحسن إذا تعددت طرقه
وبهذا لا يثرّب على من قال إن الضعيف ما قل عن رتبة الحسن والصحيح (قاله ابن الصلاح)
قوله: وهو أقساما كَثُر .. أي كثر أقساما .. كما قال تعالى:"كبر مقتا" .. فـ"أقساما" تمييز ..
ويلحن الكثير فيقول "كُثر" أي بالجمع
.. والسر في كثرة أقسام الضعيف بتأمل احتمالات الضعف:-
لأن شروط الحسن أو الصحة:-
أن يكون متصلا
العدالة
الضبط
ليس شاذا ولا معلا
(وأن يوجد الجابر للضعف عند الجاجة إليه)
فقد يكون الحديث غير متصل وفيه راو غير عدل وآخر غير ضابط وفيه شذوذ وعلة
وقد يكون متصلا (وباقي الشروط مفقود)
وقد يكون متصلا ورواته عدول .. وفيهم غير ضابط (والباقي متحقق)
وهكذا .. احتمالات كثيرة يمكن حسابها رياضيا بسهولة ..
وذلك برفع اثنين للأس خمسة .. مطرواحا من الناتج واحد .. فالناتج:31 ..
.. وهذه هي الاحتمالات العقلية حسابيا .... وكما ترى فهي أقسام كثيرة
والأنواع أكثر من ذلك بكثير.باعتبار كل شرط يتفرع إلى أقسام
لكن علماء الحديث لم يقسموا الضعيف على هذا النحو .. كما سيأتي .. لأنه لا فائدة من الإغراق في التقسيم مادام أن حقيقة الضعف معروفة ..
فقد يقال:-
لو سقط من الإسناد واحد .. فهو منقطع ..
ولو سقط اثنان .. مشكل
ولو سقط ثلاثة .. معضل
ولو سقط أربعة: غاية في الإعضال أو كارثي!
وهكذا .. لكنهم لم يفرطوا في التقسيم .. إلا ما تدعو الحاجة إليه للبيان والتمييز
مثال الحديث الضعيف: الأذان في أذن المولود وهو ضعيف لأن فيه عاصما بن عبيد الله .. وهو ضعيف
وحديث "كل أمر ذي بال .. " تفرد به ابن الجلدي وهو متهم .. فهو ضعيف جدا
وأشد أنواع الضعف .. ما اجتمع فيه أكثر من سبب .. أو كان في سنده انقطاع ..
وبشأن الضعيف .. بقي أن يقال .. لا يجوز الاحتجاج به حتى في الفضائل على الراجح من أقوال أهل العلم ..
يقول شيخ الإسلام "ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لايحتج به فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي ومن أخبر عن الله تعالى أنه يحب عملا من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم" ..
وكما ترى فالكلام قوي وحجة المخالفين داحضة .. وممن ذهب إلى عدم العمل بالحديث الضعيف مطلقا:
البخاري .. ومسلم .. وابن معين .. وابن حزم .. وجماعة .. والجمهور على جواز العمل به شريطة أن لا يكون ضعفه شديدا ..
واشترط الحافظ ابن حجر للعمل به ثلاثة شروط كما نقل عنه تلميذه السخاوي:-
1 - أن يكون مندرجا تحت أصل عام صحيح
2 - أن يكون ضعفه غير شديد
3 - ألا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذا كلام جيد
ولكن يعوزه أن المستشهد بالحديث الضعيف في خطبة ونحوها .. وإن التزم بهذه الشروط .. فإن السامعين .. يعتقدون ثبوت الحديث
فالراجح إذن أن يبين مافي الحديث من ضعف إذا أراد الاستئناس بذكره ولابد
¥