أقول: العابدي هذا ذكره ابن حبان في ثقاته 8/ 363، وقال: ((يخطئ ويخالف)) وعلى هذا فليس هو ممن لا يحتمل تفرده بوصل هذا الحديث، فإن في حفظه شيئاً، زيادة على أنه قد خالف أحمد بن عبدة الثقة (تقريب التهذيب 74) الذي رواه عن سفيان مرسلاً. ثم إن ابن عيينة من المكثرين المشهورين بكثرة تلامذته، فَلِمَ ينفرد بوصل هذه السنة العزيزة العابديُّ هذا دون عامة أصحاب سفيان؟

لذا قال البزار–وإليه المفزع في معرفة المفاريد– بعد أن رواه (1081) من طريق قيس بإسنادين اثنين: ((لا نعلم روى بكر إلا هذا بهذا الإسناد)). وقال الطبراني: ((لَمْ يروه عن الزهري إلا بكر)).

وطريق قيس ابن ربيع ضعيف بسبب ضعفه، قال الحافظ في التقريب (5573): ((صدوق، تغير لمَّا كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدَّث به)). وانظر: تهذيب الكمال 6/ 133 (5492)، لذا قال الهيثمي في المجمع 3/ 216 بعد أن نسبه إلى البزار والطبراني في الأوسط: ((وفيه قيس بن ربيع، وثَّقه شعبة والثوري، وفيه كلام))، وقال في 8/ 109 بعد نسبته إلى أبي يعلى: ((وفيه الحسين بن علي ابن الأسود وقيس بن الربيع، وقد وثِّقا وفيهما ضعف)).

فمن هذا يتبين أن المحفوظ رواية أحمد بن عبدة، عن الزهري مرسلاً، ولذا قال الإمام الترمذي في علله الكبير (706): ((سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع، ولا أروي عنه)). وضعَّف إسناده البيهقي في الكبرى 6/ 122. وبهذا يظهر خطأ العلامة محدث الشام الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله – بتصحيحه الحديث في صحيح الجامع (228)، وفي الصحيحة (1130).

وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه، أخرجه البيهقي في الكبرى 6/ 121–122. وبه يتقوَّى القول بضعف رواية من وصله مرفوعاً، والله أعلم.

س: لماذا يسوق ابن حبان بعض الرواة في التابعين ثم يسوقهم في الصحابة، وما هو القول الفصل في محمود بن لبيد وهل هو صحابي أم تابعي؟

ج: ابن حبان يكرر الراوي في التابعين وفي الصحابة إذا كان هذا الراوي مختلفاً في صحبته، أما محمود بن لبيد ترجمه البخاري في تاريخه الكبير 7/ 402 الترجمة (1762) وساق له خبراً مفاده أن له صحبة فقال: ((قال لنا أبو نعيم عن عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، قال: أسرع النبيُّ حتى تقطَّعت نعالنا يوم مات سعد بن معاذ)).

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 289 الترجمة (1329): ((قال البخاري: له صحبة، فخط أبي عليه، وقال: لا تعرف له صحبة)).

وقد أثبت صحبته الترمذي في الجامع 3/ 560 عقيب (2036 م) فقال: ((ومحمود بن لبيد قد أدركَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، ورآهُ وهو غلامٌ صغيرٌ)).

وكذا فعل ابن عبد البرِّ حيث رجَّحَ قول البخاري في الاستيعاب 3/ 423، وقالَ ابن حجر في التقريب (6517): ((صحابيٌّ صغير)). وعدَّهُ تابعياً أبو حاتم وأبو زرعة الجرح 8/ 289 الترجمة (1329).

والعجلي في ثقاته 2/ 266، قال: ((مدني تابعي ثقة))، ويعقوب بن سفيان. المعرفة والتاريخ 1/ 356 لذا قالَ الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (2/ 63 الترجمة 687): ((في صحبته خُلْفٌ)).

أقول: ذكر ابن عبد البر في استيعابه 3/ 224: أن ابن لبيد أسنُّ من ابن الربيع، فإذا عُدَّ ابن الربيع صحابياً، فابن لبيد أولى بالعدِّ، والله أعلم.

ما هي واجبات المحقق؟

واجبات وضوابط المحقق

1 - تخريج الآيات، يكتب اسم السورة، ثم نقطتان، ثم رقم الآية. هكذا البقرة: 43.

2 - تخريج الأحاديث من الكتب المسندة.

3 - التخريج يرتب على حسب الوفيات.

4 - صحيح البخاري، وصحيح مسلم، تكتب لهما الجزء والصفحة ورقم الحديث. للطبعات المشهورة.

5 - الجزء والصفحة للكتب التي لم ترقم أحاديثها ورقم الحديث فقط للكتب التي رقمت أحاديثها، أما إذا كان الكتاب مجلداً واحداً ولم ترقم أحاديثه فكتب نقطتان قبل رقم الصفحة. هكذا: 571.

6 - عند التخريج يستفاد من الكتب التي تجمع أسانيد كتب متعددة. مثل تحفة الأشراف، وجامع المسانيد، وإتحاف المهرة، والمطالب العالية والمسند الجامع. وكذلك يستأنس بجامع الأصول، وموسوعة أطراف الحديث، والكتب المحققة المخرجة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015