شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَلَوْ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»، فَوُفِّقْنَا بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ أَصْلَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي إسْنَادِهِ إنَّمَا هُوَ عَنْ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ الأَعْرَجِ.
قُلْتُ: وَيُنْظَرُ فِي تَقْرِيرِهِ بِتَقَصِّي طُرُقِ الْحَدِيثِ وَالاخْتِلافِ عَلَيْهِ.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 09 - 06, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذهبي رحمه الله تبع في ذلك ابن أبي حاتم وابن حبان في وصف ابن عجلان بالتدليس قال ابن حبان في الثقات (7/ 386): (محمد بن عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي من أهل المدينة يروى عن أبيه وسعيد المقبري روى عنه الثوري ومالك عنده صحيفة عن سعيد المقبري بعضها عن أبيه عن أبى هريرة وبعضها عن أبى هريرة نفسه قال يحيى القطان سمعت محمد بن عجلان يقول كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وعن أبى هريرة فاختلط على فجعلتها كلها عن أبى هريرة قال أبو حاتم رضي الله عنه وقد سمع سعيد المقبري من أبى هريرة وسمع عن أبيه عن أبى هريرة فلما اختلط على بن عجلان صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبى هريرة وليس هذا مما يهى الإنسان به لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة فما قال بن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة فذاك مما حمل عنه قديما قبل اختلاط صحيفته عليه وما قال عن سعيد عن أبى هريرة فبعضها متصل صحيح وبعضها منقطع لأنه أسقط أباه منها فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروى الثقات المتقنون عنه عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة وإنما كان يهى أمره ويضعف لو قال في الكل سعيد عن أبى هريرة فإنه لو قال ذلك لكان كاذبا في البعض لأن الكل لم يسمعه سعيد عن أبى هريرة فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطا على حسب ما ذكرناه) أ. هـ
قال العلائي في جامع التحصيل (1/ 109): (ذكر ابن أبي حاتم حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة حديث المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف فقال إنما سمعه من ربيعة بن عثمان عن الأعرج قلت رواه عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن عثمان بن حبان عن الأعرج وذكر غير ابن أبي حاتم أيضا أنه كان يدلس أعني ابن عجلان) أ. هـ
ثم تتابع أهل الحديث على ذلك فوصفه بالتدليس المقدسي في قصيدته والحلبي في التبيين وابن حجر في تعريف أهل التقديس وجعله في المرتبة الثالثة، والله الموفق
ينظر: قصيدة المقدسي في المدلسين (ص 38) التبيين لأسماء المدلسين (ص 52) تعريف أهل التقديس (ص 106)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 09 - 06, 02:13 م]ـ
بَارَكَ اللهُ فِيكَ. وَجَزَاكَ خَيْرَاً.
لَيْسَ فِي كَلامِ ابْنِ حِبَّانَ ذِكْرٌ لِلتَّدْلِيسِ، وَلا هُوَ مِمَّنْ يَتَّهِمُونَ ابْنَ عَجْلانَ بِهِ!. بَلْ نَفَاهُ عَنْهُ صَرَاحَةً فِي «صَحِيحِهِ»، فَقَدْ رَوَى حَدِيثَ «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ» مِنَ الْوَجْهَيْنِ: «ابْنُ عَجْلانَ عَنْ الأَعْرَجِ» و «رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ الأَعْرَجِ».
قَالَ (5721): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ أَحَبُّ إلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُك وَلا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ، فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوْ، فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
وَقَالَ (5722): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْفَارِسِيُّ بِدَارَا مِنْ دِيَارِ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلَى اللهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ» فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
ثُمَّ تَأَوَّلَهُمَا عَلَى ثُبُوتِهِمَا مَعَاً، وَنَفَى أَنْ يَكُونَ إِسْنَادُ ابْنِ عَجْلانَ مُنْقَطِعَاً، حَيْثَ قَالَ «يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَجْلانَ سَمِعَ هَذَا الْخَبَرَ مِنَ الأَعْرَجِ، وَسَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ الأَعْرَجِ، فَمَرَّةً كَانَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ الأَعْرَجِ مُفْرَدَاً، وَتَارَةً يَرْوِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ الأَعْرَجِ مُفْرَدَاً».
ـــــ
فَالْكَلامُ عَلَى تَدْلِيسِ ابْنِ عَجْلانَ وَادٍ، وَكَلامُ ابْنِ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» فِي وَادٍ آخَرَ.
¥