14 – معرفة الشيخ بالقواعد الحديثية خاصة المتعلقة بالجرح والتعديل، ولا أدل على ذلك من تطبيقه لبعض القواعد المتعلقة بجرح الرواة و تعديلهم، فقد طبَّق الشيخ عملياً في حاشيته على (المغني) قاعدة (التعديل الفعلي أو التوثيق الضمني). وذلك أثناء تعليله على توثيق ابن حجر لأحد الرواة حيث قال: «فلعله وثقه بسبب تحسين الترمذي لحديثه، وسكوت أبي داود عليه» ()، وقوله وهو يدافع عن راوٍ ضعفه أبو حاتم الرازي، «أخرج عنه البخاري، … فقد جاز القنطرة» ()، وقوله: «الجرح إذا فُسر مقدم على التعديل» ().

وقوله في رده على الحافظ الدارقطني عند كلامه على بعض الرواة:

«من قُدِّر له أوهام في الحديث، لا يوجب ذلك اطِّراح حديثه؛ إذ ما من حافظ إلا وقد وَهِم» ().

15 – من منهج الشيخ في هذه الحاشية أنه ينقل من (ميزان الاعتدال) و و (الكاشف) وهذا قليل وقد أكثر النقل من (التقريب).

والأهم من هذا كله نقله من (تاريخ الإسلام)، وهذا يعكس لنا مقدار الجهد والبحث الذي بذله الشيخ تجاه هذه الحاشية.

16 – إن مما يدل على نفاسة حاشية الشيخ على (المغني) أن بعضاً ممن حقق (المغني) قد نقل واستعان بهذه الحاشية، بل واثنى عليها،وهو الدكتور نور الدين عتر، حيث قال وهو يتكلم على نسخة (مكتبة الأزهر) التي عليها حاشية الشيخ: «… وتمتاز النسخة بما في حاشيتها من التعليقات المفيدة، وأكثرها تراجم منقولة من الميزان للإمام الذهبي، أو من «تقريب التهذيب» للحافظ ابن حجر، رحمهما الله.

وفي بعض هذه التعليقات تحقيقات حديثية قيمة أثبتناها في تعليقاتنا على الكتاب وعزوناها إلى النسخة،وفاء لصاحبها الذي بذل فيها جهداً ملحوظاً» ().

17 – اعتناء الشيخ بتملك النسخ الصحيحة و الجيدة من كتب الرجال، دون ما سواها من النسخ التي ليس لها مزية.

ومن ذلك تملكه لنسخة من (المغني) وهي نسخة «مكتبة الأزهر»، يقول الدكتور نور الدين عتر في وصف هذه النسخة، وذلك بعد أن تكلم على أصح نسخ (المغني) وهي نسخة الحافظ السَّفَاقِسي ـ تلميذ الذهبي ـ وجعلها النسخة الأولى والأصل قال:

«النسخة الثانية: وهي محفوظة في «مكتبة الأزهر» … وتدل مطالعة النسخة على صحتها وأنها نسخة جيدة، حيث نجد بهامشها تصحيحات، وبلاغات بمقابلتها على الأصل المنقولة عنه.

وهذه النسخة أقرب ما عثرنا عليه من نسخ المغني إلى النسخة الأصل السابقة …» ().

ولا يقتصر الشيخ على النسخ الصحيحة والمتميزة فقط عند تملكه لكتب الرجال، بل حتى عند نسخه لهذه الكتب فإنه يتحرى النسخ الجيدة والمتميزة، ولا أدل على ذلك من نسخه لـ (تاريخ الإسلام) حيث قال بعد أن نسخه: «أكمله مالكه الفقير إلى الله تعالى سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، من خط شيخ الإسلام خاتمة الحفاظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

رحمه الله تعالى، وهو أكملها أعني نسخته من مسودة المؤلف رحمه الله تعالى والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سنة 1220».

انتهت الحاشية .....

طور بواسطة نورين ميديا © 2015