قلت: رَزِينْ بن عُقبة، مجهول كما قال الشيخ، وهو ما قاله الحافظ ()، وتناقض الشيخ في حكمه على شيخ رَزِينْ بن عُقبة وهو (الحسن) فهنا حكم بأنه (مجهول)، وفي موضع آخر قال: «ضعيف مشهور» حيث ترجم الذهبي في (المغني) للحسن شيخ رَزِينْ بن عُقبة فقال:
«الحسن، عن واصل الأحدب، نكرة لا تتعرَّف» ().
فقال الشيخ متعقباً: «قلت: بل هو الحسن بن عُمَارة، كما ذكره الحافظ ابن حجر، وهو ضعيف مشهور» ().
والأقرب أن الحسن مجهول، ونكرة لا يُدرى من هو، قال الذهبي: «الحسن، عن واصل الأحدب، نكرة» ().
وقال في موضع: «لا يُدرى من هو» ().
ولعله الحسن بن عُمَارة، وقد تقدم تفصيل ذلك ()، حيث قد تعقبت الشيخ سليمان في جزمه بأن الحسن ـ الذي يروي عنه رَزين بن عُقبة ـ هو ابن عُمارة، ونسبته ذلك للحافظ ابن حجر.
وقال الحافظ المزي، في ترجمة رَزِينْ بن عُقبة:
«رَزِيْن بن عُقبة: عن الحسن، عن واصل الأحدب، عن شَقيق بن سلمة، قال: حضرنا علياً حين ضربه ابن مُلجم … الحديث، روى له النسائي في «مسند علي» هذا الحديث، وقال: ما آمن أن يكون هذا الحسن هو ابن عُمَارة،والحسن بن عُمَارة، متروك الحديث» ().
41 – قال الشيخ: «محمد بن عَمَّار بن سعد، قال ابن معين: لا أعرفه.
محمد بن عَمَّار، الذي يروي عنه مَعْن، قال ابن معين: لا أعرفه. من مسائل عثمان بن سعيد ليحيى» ().
قلت: جاء النص في (تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي» () هكذا، قال عثمان ليحيى بن معين: «قلت: فمحمد بن عَمَّار، الذي يروي عنه مَعْن، فقال: لا أعرفه.
قلت: فمحمد بن عَمَّار بن سعد. فقال: لا أعرفه».
قلت: محمد بن عَمَّار الذي يروي عنه مَعْن ()، قد جاء في ترجمة محمد بن عَمَّار بن حفص بن عمر بن سعد القَرْظ، أبو عبد الله المدني، المؤذن، الذي يقال له كُشَاكِش قول ابن حجر في ترجمته: «روى عنه: ابن أبي فُدَيك، ومعن بن عيسى، وابن زَبَالة، … و آخرون.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ما أرى به بأساً. وقال الدُّوري، عن ابن معين: لم يكن به بأس. وقال ابن المديني ثقة، …» ().
قلت: محمد بن عَمَّار، الذي يروي عنه مَعْن بن عيسى، والذي قال فيه ابن معين: «لا أعرفه» كما في (تاريخ الدارمي) ليس هو محمد بن عَمَّار بن حفص المؤذن المدني، وإن روى عنه مَعْن بن عيسى، بدليل أن يحيى بن معين قال في محمد بن عمَّار بن حفص:
«لم يكن به بأس» كما في رواية الدوري ()، وعلى هذا فحمد بن عَمَّار الذي جاء في (تاريخ الدارمي) مجهول لا يُعرف.
وأما محمد بن عَمَّار بن سعد، الذي قال فيه ابن معين «لا أعرفه» فهو: محمد بن عَمَّار بن سعد القَرظ، المؤذن المدني، روى عنه ابنه عبد الله،وابن أخيه عبد الرحمن بن سعد بن عمَّار، وسبطه محمد بن عمَّار بن حفص، وصهره عمَّار بن حفص بن سعد، وجماعة على ما نقله الحافظ المزي ()، وقال الحافظ ابن حجر: «مستور» ().
قلت: بل هو صدوق وممن يُحسَّن حديثه، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في (الثقات) ()، وحسن الترمذي حديثه، حيث روى له الترمذي، حديث أبي هريرة: «ضرس الكافر يوم القيامة مثل أُحد» () وقال: حسن غريب.
ومما ينبه عليه أن هذا المترجم محمد بن عَمَّار بن سعد، قد تحرف اسمه إلى محمد بن عَبَّاد بن سعد، عند ابن عدي ()، وتبعه على ذلك الحافظان، الذهبي كما في (المغني) () و (ميزان الاعتدال) ()، وابن حجر كما في (لسان الميزان) ()، وتحرَّف اسمه أيضاً على ابن أبي حاتم كما في (الجرح والتعديل) ()، مع العلم أن ابن أبي حاتم والذهبي ()، قد ترجما لـ محمد بن عَمَّار بن سعد.
سابعاً: ذكر الشيخ سليمان لكثير من تراجم الرواة ممن تكلم فيهم، زيادة على ما ذكر في (المغني).
ومن أمثلة ذلك ما يلي:
1 – قال الشيخ: «الحسن بن عمران العَسْقلاني، لين الحديث، روى له أبو داود حديثاً واحداً، عن ابن عبد الرحمن بن أَبزَى، عن أبيه، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لا يُتم التكبير، قال أبو داود الطيالسي: هذا عندنا لا يصح» ().
قلت: الحسن بن عمران العَسْقلاني لين الحديث كما قال الشيخ، وهو ما حكم به الحافظ ابن حجر، وقال الحافظ:
¥