قلت: صدق الشيخ، هو سهوٌ من الناسخ، حيث قد رمز الذهبي لـ (سنن ابن ماجه) كما يظهر من النسخ الأخرى للكتاب.

3 – تعقبه على الإمام الذهبي في عدم تفريقه بين رجلين في كتابه (تاريخ الإسلام) وفرَّق بينهما في (المغني):

قال الإمام الذهبي: «الحسن بن علي بن صالح، أبو سعيد البصري الذئب. قال الدارقطني: «متروك». وفرَّق بينه وبين العَدَوي» ().

قال الشيخ سليمان: (ذكره المصنف في «تاريخ الإسلام» ولم يُفرَّق بينه وبين العَدَوي، بل قال: «الحسن بن علي بن زكريا بن صالح، أبو سعيد، البصري العَدَوي، الملقب بالذئب. نزيل بغداد، حدث بافترائه عن: عمرو بن مرزوق، ومسدد، وغيرهما، قال ابن عدي: كان يضع الحديث،وقال الدارقطني: متروك» () وقد فَرَّق بينهما في هذا الكتاب، فذكر ترجمة العدوي) ().

قلت: نقل الإمام الذهبي تفريق الدارقطني بين الرجلين في (المغني) وكذا في (ميزان الاعتدال) () حيث قال فيه «قال الدارقطني: متروك، وفَرَّق بينه وبين سَمِيَّه العدوي».

وقد جاء هذا عن الدارقطني، كما في (سؤالات حمزة السهمي للدارقطني) حيث قال السهمي: «وسألت الدارقطني، عن الحسن بن علي بن صالح أبي سعيد البصري، ببغداد فقال: ذا متروك، قلت له: كان يسمي الذئب؟ قال: نعم» ().

وقال أيضاً: «وسألت الدارقطني، عن الحسن بن علي العدوي؟ فقال: كتب وسمع، ولكنه وضع أسانيد ومتوناً» ().

قلت: من ظاهر (سؤالات حمزة للدارقطني): يبدو أن الدارقطني قد فرَّق بين الحسن بن علي أبو سعيد، وبين الحسن العدوي. ولكن المتأمل لترجمة الحسن بن علي بن صالح أبو سعيد، في مصادر ترجمته في (الكامل) ()، و (تاريخ بغداد) ()، و (المجروحين) ()، لابن حبان و (لسان الميزان) ()، و (الوافي بالوفيات) () يتبين له أنه هو العدوي نفسه، حيث تذكر شخصاً واحداً باسم الحسن بن علي بن صالح أبو سعيد العدوي، كما أن الدارقطني في تعليقه على كتاب (المجروحين) () لابن حبان، لم يُفرِّق بينهما، مع أنه من عادته التنبيه على ما يقع لابن حبان، من وهم التجميع والتفريق بين الرواة.

وقد أفاد الشيخ سليمان في تعقبه على الإمام الذهبي، أن الذهبي قد تناقض، حيث لم يُفرِّق بينهما في (تاريخ الإسلام) وكذا في (ميزان الاعتدال) وفَرَّق بينهما في (المغني) حيث ذكر ترجمة العَدَوي، فقال: «الحسن بن علي أبو سعيد العَدَوي، بعد الثلاثمائة، كان يضع الحديث» ().

ولعل الشيخ سليمان لا يرى التفرقة بينهما؛ وذلك من خلال سياق تعقبه، وأيضاً لعل الغالب أن الحافظ الذهبي في آخر أمره، لا يرى التفرقة بينهما؛ وذلك أن (تاريخ الإسلام) و (ميزان الاعتدال)، ألفهما بعد (المغني).

4 – تعقبه على الإمام الذهبي في حكمه على بعض الرواة بالجهالة، وهم بخلاف ذلك:

وأمثلته ما يلي:

1 – قال الإمام الذهبي: «الحسن، عن واصل الأحدب، نكرة لا تتعرف» ().

قال الشيخ سليمان: «قلت: بل هو الحسن بن عُمَارة كما ذكره الحافظ ابن حجر، وهو ضعيف مشهور» ().

قلت: الحافظ الذهبي تردد في تعيين الحسن، الراوي عن واصل الأحدب، ففي (المغني) قال: «الحسن، عن واصل الأحدب، نكرة لا تتعرف» وقال في (ميزان الاعتدال) (): «الحسن، عن واصل الأحدب، نكرة».

وقال في (ديوان الضعفاء) (): «الحسن، عن واصل الأحدب، لا يدرى من هو» بينما في موضع آخر في (ميزان الاعتدال) () في ترجمة «رَزِين بن عقبة» قال: «رَزِين بن عقبة، عن الحسن لعله ابن عُمَارة» وقال في (تذهيب تهذيب الكمال) () في ترجمة «رَزِين بن عقبة»: «رزين بن عقبة، عن الحسن، قيل: الحسن هو ابن عُمَارة».

هذا وقول الشيخ سليمان، في تعقبه على الذهبي: (بل هو الحسن بن عُمَارة، كما ذكره الحافظ ابن حجر، وهو ضعيف مشهور).

فيه نظر من وجوه:

الأول: جَزَمَ الشيخ سليمان بأن الحسن الراوي عن واصل الأحدب، هو الحسن ابن عُمَارة، وبأن هذا ما ذكره الحافظ ابن حجر، وعبارة الشيخ بهذا السياق توهم أن الحافظ ابن حجر، جزم بأن الحسن هذا، هو ابن عُمَارة، وليس كذلك؛ حيث إن عبارة الحافظ ابن حجر،والتي وقف عليها الشيخ في (تقريب التهذيب) () هي:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015