من هذه الأحاديث المنتَقَدة الثمانية التي ذكرها حتى نعرف نماذج منها حديث: ??إِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا?? رواية أبي موسى الأشعري التي جاء فيها قول النبي عليه الصلاة والسلام عن الإمام: ??إِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا??، هذا الحديث أورده الإمام مسلم في صحيحه وانتقده الدار قطني، ويرى الشيخ ربيع أن هذا الحديث الصواب فيه مع الدار قطني.
لكن الغريب أن أبا مسعود الدمشقي لَمَّا ذكر هذا الحديث ذكر أن مسلم إنما أخرجه ليبين علته، إذًا نرجع إلى أن بعض هذه الأحاديث الثمانية أيضًا ما أخرجها مسلم إلا ليبين علتها، فيتقلص أيضًا العدد.
هناك حديث آخر أخرجه الإمام مسلم وهو الحديث رقم [567] من الأحاديث التي ذكرها الدكتور ربيع، لكن الحقيقة هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم وله شواهد في الباب، وقد أوردتُ معي هذا الحديث لكن لا داعي للإطالة بذكره.
--------------------------------------------------------------------------------
وحديث أيضًا رقم [853] وهو حديث ساعة الجمعة، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ??هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ??.
أعلَّه الدار قطني أنه من كلام أبي بردة، والظاهر أن هذه هو الراجح بالفعل؛ أن وقت استجابة الدعاء في يوم الجمعة أنه بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة أن هذا لا يصح فيه حديث، وأصوب الأقوال في ذلك إما أنها مطلقة أو أنها في آخر ساعة في الجمعة، وأما أنها في وقت صعود الإمام إلى المنبر إلى أن يصلي هذا لم يصح فيها حديث، الحديث الذي أورده الإمام مسلم انتقده الدار قطني والصواب فيه مع الدارقطني.
ومنها أيضًا حديث أبي هريرة مرفوعًا: ?? يَدْخُلُ الْجَنَّةُ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ كَالطَّيْر ِ??.
رجح الدارقطني أنه مرسل عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ووافقه الدكتور ربيع على ذلك ويقول: إنه لم يجد لهذا الحديث متابعات في كتب السنة.
على كل حال يبقى أن الحديث التي انتُقِد متنها لا تتجاوز سبعة أحاديث مما لم يقصد مسلم إخراجه لبيان علته، ولعلنا لو أَعَدْنا الدراسة لعل هذا يتقلص بذلك، لكن هذا حسب الدراسة السابقة.
ممن انتقد الإمام مسلم في الأحاديث وأعل بعض الأحاديث في " صحيح مسلم غير الدار قطني:
أحد العلماء الذين ألفوا كتابًا خاصًّا بمسلم وبعلل أحاديث " صحيح مسلم " وهو أبو عمار الشهيد واسمه " محمد بن أبي الحسين بن أحمد بن محمد بن عمار الجارودي الهروي ".
--------------------------------------------------------------------------------
المتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة للهجرة، والذي لُقب بالشهيد لأنه قتل على يد القرامطة لما دخلوا مكة - المسجد الحرام - وكان هذا الرجل في المسجد الحرام يوم دخولهم فقتل مع من قُتل من المسلمين في تلك المذبحة العظيمة التي هزت العالم الإسلامي حينها والتي لا يُعرف في الحقيقة حادثة في شناعتها وقعت للمسجد الحرام من يوم أن بُعث النبي عليه الصلاة والسلام إلى يوم الناس هذا؛ حيث قُتل الناسُ الحُجَّاجُ في الطواف قتلًا ذَرِيعًا، واقتُلع الحجر الأسود من مكانه، وسُلِبت الكعبة من بابها الذي كان من الفضة والذهب وميزابها الذي كان أيضًا من تلك المعادن، وأُخِذ الحجر الأسود ومَكَث قرابة عشرين سنة عند القرامطة في منطقة هَجَر، أي في المنطقة الشرقية من هذه البلاد، كانت دولتهم في تلك المنطقة، ولم يَعُد إلا بعد نحو عشرين سنة إلى موضعه.
المقصود أن هذا العالِم قُتِلَ في هذا اليوم ولذلك لُقب بالشهيد عليه رحمة الله.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا العالِم له كتاب سماه: " علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج "، ذكر فيه ستة وثلاثين حديثًا؛ ستة وثلاثين حديثًا أعلها في " صحيح مسلم "، مما يلفت الانتباه أنه ذكر ثلاثة أحاديث ونسبها إلى مسلم وهي غير موجودة في " صحيح مسلم " ولم ينسبها إليه أحد ممن أَلَّف حول مسلم سواه، كالمزي مثلًا في " تحفة الأشراف " لم يذكر هذه الثلاثة الأحاديث، وهذا قد يدل على أن هناك أكثر من رواية لـ" صحيح مسلم "، ولعل إحدى هذه الروايات كانت عند ابن عمار وقد فُقِدَت، وفقدان هذه الثلاثة أحاديث يدل على أن مسلم
¥