هذه الكتب كلها، لكننا سنذكر أهم أوجه التصنيف وأهم المؤلفات في هذه الأوجه المهمة.
فأول ما نبتدئ بشروح " صحيح البخاري ":
سؤال: من يعرف أقدم شرح لـ" صحيح البخاري "، أول مَنْ شرح " البخاري "؟
إجابة: " فتح الباري " أَجَلّ شرح، لكن نريد أقدم شرح؟
لا، قبل شرح " ابن بطال ".
1 - أقدم شرح لـ" صحيح البخاري ": شرح الإمام الخطَّابي، المتوفى سنة: ثمان وثمانين وثلاثمائة للهجرة، المسمى بـ: " أعلام الحديث " للإمام الخطابي، وهو أقدم شرح لـ" صحيح البخاري "، وهو مطبوع في أربعة مجلدات.
2 - يليه في التاريخ من كتب الشروح المهمة: " شرح ابن بطال "، ابن بطال توفي سنة: تسع وأربعين وأربعمائة من الهجرة، علي بن خلف بن عبد الملِك المالكي المعروف بابن بطال، ونقل عنه الحافظُ كثيرًا في " فتح الباري ".
3 - يليه كتاب: " المُخْبِر الفَصِيح في شرح الجامع الصحيح " لابن التِّين المالكي أيضًا، المتوفى سنة: إحدى عشر وستمائة من الهجرة.
--------------------------------------------------------------------------------
4 - ثم كتاب: " البَدْر المنير السَّاري " لقطب الدين الحلبي عبد الكَرِيم بن عبد النور، المتوفى سنة: خمس وثلاثين وسبعمائة من الهجرة، وهو من الشروح التي نقل منها الحافظ ابن حجر، وهو شرح أثنى عليه كثير من أهل العلم، لكنه لم يُطبع حتى الآن، مع أنه موجود مخطوطًا، لكنه لم يُطبع حتى الآن.
5 - ثم أيضًا كتاب: " التَّنْوِيه في شرح الجامع الصحيح " لِمُغُلْطَايْ بن قُلَيْج الحافظ العالِم المصري، المتوفى سنة: اثنتين وستين وسبعمائة من الهجرة، وهو من الشروح التي استفاد منها الحافظ كثيرًا في كتابه " فتح الباري ".
6 - من الشروح المهمة جدًّا - وهو مطبوع ويكاد يكون مرجِعًا أساسيًّا للحافظ ابن حجر - كتاب: " الكواكب الدَّرَارِي " لمحمد بن يوسف الكَرْمَاني، شرح الكَرْمَاني كما يقول الحافظ دائمًا: قال الكرماني قال الكرماني، ينقل عنه في " الفتح " كثيرًا، وكتابه اسمه: " الكواكب الدَّرَارِي "، والكرماني توفي سنة: ست وثمانين وسبعمائة من الهجرة.
7 - ثم يليه كتاب: " فتح الباري " لابن رجب - غير " فتح الباري " لابن حجر - المتوفى سنة: خمس وتسعين وسبعمائة من الهجرة.
8 - ثم كتاب: " التوضيح شرح الجامع الصحيح " لابن المُلَقِّن، وهو مطبوع، وهو شيخ الحافظ ابن حجر، المتوفى سنة: أربع وثمانمائة من الهجرة، وهو أيضًا من مصادر الحافظ ابن حجر التي أكثر مِن النقل عنها.
8 - ثم يأتي كتاب: الحافظ ابن حجر " فتح الباري ".
9 - وكتاب قَرِينِه: الإمام بدر الدين العَيْنِي " عمدة القاري ".
--------------------------------------------------------------------------------
ومن المعروف أن العيني استفاد كثيرًا من " فتح الباري "، وكان الحافظ – كما تعرفون – يُملي كتابه " فتح الباري " إملاءً على طلابه، فكان العيني كلما بلغه أن الحافظ أملى مجالسَ، أخذ هذه المجالس واستفاد منها ونقل منها في كتابه، وتَعَقَّب الحافظَ ابن حجر في شرحه في مواطن كثيرة، يعني كان يخطئ الحافظ في بعض المسائل، فبلغ الحافظَ ابن حجر هذه التعقبات وأن العيني خطأه في بعض هذه التعقبات، فأَلَّف كتابًا يرد على هذه التعقبات سماه: " انتقاد الاعتراف ".
ثم جاء أحد تلامذة الحافظ ابن حجر وهو البُوصيري، فجمع بين كلام الحافظ ابن حجر وكلام العيني وبعض المسائل التي انتقد فيها العيني الحافظَ ابن حجر ولم يذكرها الحافظُ في " انتقاد الاعتراف "، وحاول أن يحاكم بين هذين الإمامين ويرجِّح قول أحدهما في تلك المسائل في كتاب سماه: " مُبْتَكَرَات اللَّآلِي والدُّرَر في المُحَاكَمَة بين العَيْنِي وابن حَجَر ".
هذه الكتب – الحقيقة – مهمة، لم أذكرها استطرادًا، بل أنا أنصح طالب العلم وخاصة الذي يريد أن يستوعب النظر في الحديث، أقل شيء ألا يتجاوز: " فتح الباري "، و" عمدة القاري "، مع " انتقاد الاعتراف "، و" مُبْتَكَرَات اللَّآلِي والدُّرَر "؛ لأن العيني قد يصيب في بعض الانتقادات، وإن رد عليه البوصيري، فالبوصيري متحَمِّس للدفاع عن الحافظ ابن حجر، فالمُنْصِف قد يقف على الرأي الصواب من خلال هذه المناقشات.
¥