ـ[عدي البغدادي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:26 ص]ـ

الى الأخ محمد سفر العتيبي

شكرا على اضافة مشاركتكم والالتفاتة الى أبي موسى الذي نقل عنه ابن الأثير رحمه الله، وأحببت ان أدافع على ابن الأثير في هذه النقطة، فلو رجعنا الى ما علق عليه إبن الأثير لرأيته قد علق على كلام ابي موسى ولم يترك كلامه يمر كالمسلمات.

هذا ما قاله ابن الأثير رحمه الله ....

" قلت: لا أَدري كيف ذكر أَبو موسى أَبا عامر هذا في الصحابة، فاِن كان ظنه مسلماً حيث رأَى في هذا الحديث الذي ذكره قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، فليس فيه ذكر إِسلامه ".

أخي الفاضل محمد العتيبي ان طريقة انتقاد العلماء بعضهم البعض تكون علمية لا شخصية لو رأينا في كلام ابن الأثير وتعليقه على كلام ابي موسى لتبين لنا انه قد انتقده لكن بطريقة شفافة ولطيفة، لكني احببت في بداية الأمر ذكر ما موجود في مقدمة الكتاب (أسد الغابة) واضع ما قاله ابن الأثير والأسباب التي جعلته في تأليف كتابه ومن ثم ما قاله في ذكر ابي موسى.

وأنا في تصوري شخصية علمية مثل ابن الأثير ومن عائلة مشهورة بالعلم وأخوه مشهور بجامع الأصول من أحاديث الرسول الإمام أبي السعادات المبارك بن محمد بن عبد الكريم الجزري المعروف بابن الأثير الجزري رحمه الله (544 - 606هـ)،

قد يقع او ويوقع نفسه في خطأ وينقل اخطاء غيره بدون النظر والتحقيق من ذلك، وقد تبين ما قاله في السطور الأولى فيما سبق. والله الأعلم

هذه مقدمة وسبب تصنيف كتابه أسد الغابة لابن الأثير ذكرتها للفائدة فقط

أسد الغابة - لابن الأثير الجزري

أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف بابن الأثير

.......

والأصل في هذا العلم كتب الله، عز وجل، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فأما الكتاب العزيز فهو متواتر مجمع عليه غير محتاج إلى ذكر أحوال ناقليه، وأما سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهي التي تحتاج إلى شرح أحوال رواتها وأخبارهم.

وأول رواتها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يضبطوا ولا حفظوا في عصرهم كما فعل بمن بعدهم من علماء التابعين وغيرهم إلى زماننا هذا؛ لأنهم كانوا مقبلين على نصرة الدين وجهاد الكافرين إذ كان المهم الأعظم؛ فإن الإسلام كان ضعيفاً وأهله قليلون، فكان أحدهم يشغله جهاده ومجاهدة نفسه في عبادته عن النظر في معيشته والتفرغ لمهم، ولم يكن فيهم أيضاً من يعرف الخط إلا النفر اليسير، ولو حفظوا ذلك الزمان لكانوا أضعاف من ذكره العلماء، ولهذا اختلف العلماء في كثير منهم؛ فمنهم من جعله بعض العلماء من الصحابة، ومنهم من لم يجعله فيهم، ومعرفتهم أمورهم وأحوالهم وأنسابهم وسيرتهم مهم في الدين.

ولا خفاء على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن من تبوأ الدار والإيمان من المهاجرين والأنصار السابقين إلى الإسلام والتابعين لهم بإحسان الذين شهدوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسمعوا كلامه وشاهدوا أحواله ونقلوا ذلك إلى من بعدهم من الرجال والنساء من الأحرار والعبيد والإماء أولى بالضبط والحفظ، وهم الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون بتزكية الله، سبحانه وتعالى لهم وثنائه عليهم، ولأن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها، وأولهم والمقدر عليهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلاً، وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم هم وغيرهم من الرواة، حتى يصح العمل بما رواه الثقات منهم، وتقوم به الحجة؛ فإن المجهول لا تصح روايته، ولا ينبغي العمل بما رواه، والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل؛ فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح؛ لأن الله -عز وجل- ورسوله زكياهم وعدلاهم، وذلك مشهور لا نحتاج لذكره، ويجيء كثير منه في كتابنا هذا، فلا نطول به هنا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015