بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وآله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن من علوم السحر والشعوذة ما يسمى بعلم التنجيم،
وهو غير علم الفلك الذي يراد به معرفة الجهات والمسافات والأماكن والآزمنة،
وإنما هو علم آخر قائم على الشعوذة والدجل وادعاء معرفة المغيبات المستقبلية والتنبأ بالأحداث الغيبية.
ولكن لبسوا على الناس أن مرجعهم في ذلك إلى علم منضبط زعموا قائم على النظر في النجوم وما يعرض لها من الأحوال،
فيربطون ذلك بأحداث وأشخاص على وجه التعيين،
رغم أن الأمر الكلي العام لا يتوصل به إلى تعيين فرد دون فرد، أو تخصيص موضع دون موضع.
وقد أبطل شيخ الإسلام ابن تيمية دعواهم تلك من خلال علم الفلك نفسه،
ومن خلال ما قعده أسلافهم من قواعد تعود عليهم بالنقض والإبطال.
وغرضنا هنا هو إظهار حقيقة مرتب مسند الربيع بن حبيب الذي هو: أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني،
وأنه كان من السحرة المشعوذين، ومن كبار المنجمين.
وأنه لم يكتف بتعلم التنجيم والعمل به،
بل علمه تلاميذه وأورثهم روثه فبئس الورث الموروث.
وقد زعموا أنه أخبر بما سيحدث من خراب ودمار لهم قبل ست وخمسين سنة من حدوث ذلك (كما يقول السالمي الإباضي)
ولكن نذكر أولا الدليل من السنة على أن علم التنجيم القائم على ادعاء معرفة المغيبات ما هو إلا سحر وشعوذة.
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد " [حديث حسن].
فدل هذا الحديث على أن علم التنجيم شعبة من السحر.وأن الزيادة فيه زيادة في السحر،
وقد وصف السالمي الوارجلاني - كما سيأتي - بسعة العلم في النجوم (السحر، بلفظ أصرح).
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوض فيه كما يخوض المنجمون
فقال صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا " [صحيح الجامع]
بل جعل التنجيم من أشد ما يخافه على أمته صلى الله عليه وسلم فقال:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان " [صحيح الجامع]
فعلم مما سبق أن التنجيم شعبة من السحر والشعوذة.
كما أن ذلك يعني أن مسند الربيع بن حبيب محفوف بالمجاهيل والكذابين والجهمية والسحرة والمشعوذين من كل جانب،
فليهنأ الإباضية بمسندهم المنحول هذا!!
وإذا كانت عدالة الراوي تسقط بكذبة واحدة في حديث الناس،
فكيف بمن يكذب الكذبة الصلعاء التي تتضمن دعوى علم ما يكون في غد،
ويخبر بأحداث لا تقع إلا بعد موته بعشرات السنين اعتمادا على نظره في النجوم؟؟؟!!!
فمن يكذب فيما لا يحيط بعلمه إلا رب العالمين كيف يؤمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل أحوج الله أمته في معرفة سنة نبيها صلى الله عليه وسلم إلى مشعوذ ساحر عراف
لا يروى أصح كتاب بعد القرآن الكريم (مسند الربيع زعموا) إلا عن طريقه؟!!!
ولا يعرف إلا من جهته؟؟!!
=====
والآن مع بعض النصوص الدالة على حقيقة التنجيم عند مرتب مسند الربيع بن حبيب،
وذلك من كتب القوم وبشهادتهم على أنفسهم.
قال الدرجيني في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 491)
في ترجمته لمرتب مسند الربيع بن حبيب: أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي:
" هو بحر العلم الزاخر ... " إلى أن قال: " ولم يخل من اطلاع على علوم المتقدمين،
بل حصَّل مع ملازمة السنة!!! قطعة من علم الحكماء المنجمين ".
ولا أدري أي سنة هذه التي لازمها أثناء تحصيله علم التنجيم.
ثم قال الدرجيني في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 493):
" وحدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا بعض أصحاب أبي سليمان أيوب بن نوح،
قال: سألت أبا سليمان عما حصل من علم النجامة،
قال: رحم الله شيخنا أبا يعقوب عمد إلى العلوم النافعة كعلم القرآن والفقه، وعلم اللسان فحملها ابنه أبا إسحاق.
ووجد عندنا أفهاما قابلة لعلم لا ينفع، يعني علم النجامة، فعلمناها!!!
وقلت له: ما غاية المنجم المحقق: أيعلم يومه متى يكون؟
قال: اعلم أن غاية المنجم العالم: يعرف أسعيد هو أم شقي!!!!!!،
وكان أيوب هذا يقول: يكون أجلي يوم كذا، فكان كما قال ".!!!!
وقد أغنانا محقق الكتاب عن التعليق على هذا الضلال بقوله:
¥