هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه. فقال عبدالله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق.

- والجواب: هذا حديث ضعيف.

أخرجه أحمد في -المسند- -3/ 661 - ، وعبد بن حميد في -مسند أنس بن مالك- -9511 - ، والمقدسي في -المختارة- -9162 - ، والبزار -1891 - كشف الأستار-، والبيهقي في -الشعب- -5066 - ، والبغوي في -شرح السنة- -5353 - ، وابن عبدالبر في -التمهيد- -6/ 121 - 221 - ، وأورده ابن كثير في -تفسير سورة الحشر- -4/ 134 - جميعاً من طريق عبدالرزاق، وهو في -المصنف- -4494 - : حدثنا معمر عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك به.

وتابع عبدالرزاق، عبدالله بن المبارك عن معمر به.

أخرجه النسائي في -الكبرى- -99601 - ، وفي -عمل اليوم والليلة- -457 - ، -368 - قال أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبدالله بن المبارك، وهو عنده في -المسند- -1/ 3 - 4 - ، وفي -الزهد- -496 - عن معمر به.

- قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين، لكنه معلول، الزهري لم يسمعه من أنس، وإنما سمعه من رجل عن أنس، وهذا هو الصواب.

فقد أخرجه البيهقي في -الشعب- -6066 - من طريق الحكم بن نافع أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك به.

- قلت: شعيب هو ابن أبي حمزة الحمصي: وهو ثقة، بل هو من أثبت الناس في الزهري، كان كاتباً له، وتابعه على هذا الوجه، عقيل بن خالد الأيلي، وهو ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري أيضاً.

ذكر هذه الطريق البيهقي في -الشعب- -5/ 562 - ، وابن كثير في -البداية- -8/ 06 - وفي -تفسيره- -4/ 234 - ، والذهبي في -سير أعلام النبلاء- -1/ 901 - .

فهذان اثنان: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد قد خالفا معمراً في إسناده، فقالا: عن الزهري حدثني من لا أتهم عن أنس به. وهما أثبت وأوثق من معمر بن راشد، بل إن معمراً له بعض الأوهام، وهي معروفة عند المشتغلين بهذا العلم.

- قال الحافظ المزي في -تحفة الأشراف- -1/ 593 - : قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: -لم يسمعه الزهري من أنس، رواه عن رجل عن أنس، كذلك رواه عقيل وإسحق بن راشد وغير واحد عن الزهري، وهو الصواب-.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في -النكت- -1/ 593 - : -وقط ظهر أنه معلول-.

- قلت: والحديث صحح إسناده الألباني في الضعيفة -1/ 62 - ، ثم تراجع عنه، وضعفه في -ضعيف الترغيب- -2/ 742 - رقم -8271 - .

فوائد حديثية

1 - تعريف العلة في اصطلاح المحدثين: هي سبب غامض، قادح في الحديث، مع أن الظاهر السلامة منه.

2 - أقسام العلة: تنقسم العلة إلى قسمين:

أ- علة قادحة مؤثرة في الحديث: ومثالها: إسقاط ضعيف بين ثقتين، قد سمع أحدهما من الآخر.

ب- علة غير قادحة في الحديث، ومثالها: إبدال ثقة بثقة، أو إبدال ضعيف بضعيف، لأن إبدال الراوي الثقة براو آخر ثقة لا يؤثر كثيراً، فالحديث صحيح على كل حال، وإبدال الضعيف بالضعيف، لا يؤثر أيضاً، لأن الحديث ضعيف سواء كان هذا أو ذاك.

- الإخوة القراء الكرام نستقبل استفساراتكم الحديثية على فاكس رقم 3568484

http://www.al-forqan.net/linkdesc.asp?id=1632&ino=348&pg=11

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 05 - 10, 11:53 م]ـ

الكلام على حديث عبد الله بن عمرو: (هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ)

السؤال: أود رجاء أن أسألكم عن السند الكامل للحديث التالي ومدى صحته ونصه الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع جماعة من الصحابة رضي الله عنهم بالمسجد وقال: (سيدخل الآن رجل من أهل الجنة)، ودخل صحابي، وتكرر ذلك ثانية ثم تكرر للمرة الثالثة.، فأراد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يعرف ما الذي يتميز به هذا الرجل ولهذا فقد طلب منه أن يقيم معه في منزله 3 أيام، وأوجد لذلك عذرا). وسمح له الرجل بأن يقيم معه. ولاحظ عبد الله بأن الرجل لم يفعل شيئا غير اعتيادي، فهو لم يصم طوال الوقت وكان ينام جزءا من الليل ويصلى في الجزء الآخر وهكذا.، ولهذا فقد أخبره عبد الله بعد مرور 3 أيام بالسبب الحقيقي لطلبه بأن يقيم معه وسأله عن السبب وراء كونه من أهل الجنة. فلم يذكر الرجل رضي الله عنه شيئا، لكن بعد وهلة قال: إني كل ليلة قبل خلودي للنوم أعفو عمن ظلمني، وأتخلص من أية ضغينة أحملها في قلبي

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015