ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:33 ص]ـ
هذا جزء حديثي جمعته وهو عندي منذ زمن أردت أن أبثّه في هذا المكان الطيب:
قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ح2125 - طبعة الدباسي):"وسألت أبي عن حديث رواه نعيم بن يعقوب بن أبي المتئد عن أبيه عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ألا أدلك على أكرم أخلاق أهل الدنيا والآخرة: أن تصلمن قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك "، قال أبي:هذا خطأ، إنما هو: أبو إسحاق عن ابن أبي الحسين عن النبي -صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، ونعيم هذا لا أعرفه ".
قلت: هذا من حديث أبي إسحاق السبيعي اختلف عليه على أوجه:
أولاً: أخرجه العقيلي في الضعفاء (4\ 295) والطبراني في الأوسط (5\ح5567) والبيهقي في شعب الإيمان (14\ح7584) من طريق نعيم بن يعقوب بن أبي المتئد ثنا أبي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:وذكر الحديث.قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا يعقوب بن أبي المتئد، تفرّد به ابنه نعيم بن يعقوب ". ,قد أعل العقيلي الحديث بنعيم بن يعقوب هذا،وقال فيه:"لا يتابع على حديثه"، والصواب أن عهدة نعيم بن يعقوب من هذا الحديث بريئة،فقد قال فيه العجلي:"ثقة، رجل صالح متعبد"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ محمد بن عبدالله الحضرمي المعروف بمطيّن:"سألت محمد بن عبدالله بن نمير عن أبي المتئد نعيم بن يعقوب؟ فقال: ذالك االذهب المصفى "، (التذييل ص329) ,إنما العهدة تقع على أبيه:" يعقوب بن أبي المتئد "، فقد قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة فسؤالاته عن شيوخه (رقم45):"وسمعت أبي يقول: ذكرت لأبي نعيم-يعني الفضل بن دكين- يعقوب بن المتئد خال سفيان بن عيينة؟ فقال: كان ضعيفاً".
وقد تابع نعيماً سعيد بن محمد الجرمي، ولكنها لاتصح، فقد أخرجها البيهقي في السنن الكبرى
(10\ 235) وفي شعب الإيمان (14\ح7721) وفي الآداب (ص53 - 54ح151) من طريقين عن إبراهيم بن عبدالله بن أيوب المخرمي ثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا يعقوب بن أبي المتئد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بنحوه
قلت: إبراهيم بن عبدالله المخرمي، قال فيه الإسماعيلي:"ما هو عندي إلا صدوق "، وقال الدارقطني:" ليس بثقة، حدّث عن قوم ثقات بأحاديث باطلة"، تاريخ بغداد (6\ 124 - 125)، لذا لا اعتبار لهذه المتابعة، وقدروي من طريق آخر ضعيف بإسقاط يعقوب بن أبي المتئد من السند، رواه ابن عمشليق في جزئه (حديث رقم 20) قال: أخبرنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن عون العوني -قراءة عليه فأقر به - أنا أبو علي الحسن بن الطيب الشجاعي ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا نعيم بن يعقوب عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-:وذكر الحديث. والإسناد تالف فيه الحسن بن الطيب الشجاعي قال الدارقطني:" لا يساوي شيئاً، لأنه حدّث بما لم يسمع "، وقال ابن عدي:" وقد حدّث أيضاً-يعني الحسن بن الطيب- بأحاديث سرقها"، والثناء عليه سئ فبراءة نعيم من إسقاط أبيه من السند ظاهرة، والله المستعان.
ثانياً: الوجه الثاني رواه محمد بن جابر السحيمي عب أبي إسحاق، أخرجه الطبراني في الكبير (19\ح343) فقال: ثنا يحيى بن عبدالباقي المصيصي ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا محمد بن جابر عن أبي إسحاق عن أبي الحسين عن كعب بن عجرة قال: فذكره مرفوعاً. فجعله من مسند كعب بن عجرة، وإسناده واه بمرة، محمد بن جابر السحيمي متروك -كما في " مجمع الزوائد" 8\ 189 - كما هي عبارة الشيخ خالد الأنصاري محقق جزء ابن عمشليق.
ثالثاً: الوجه الثالث هو رواية الثقات من أصحاب أبي إسحاق السبيعي فقد أخرجه البيهقي في الآداب (ص54ح152) من طريق معمر عن أبي إسحاق عن ابن أبي الحسين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وذكر الحديث، قال البيهقي:"وهذا بإرساله أصح، والله أعلم".
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (ص6ح26) من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن ابن أبي الحسين به مرسلاً.
والخلاصة أنّنا انتهينا في البحث إلى ما قاله أبو حاتم الرازي، رحمه الله أئمة أهل الحديث ما أنفع كلامهم على اختصاره، وهذه والله الحكمة، والله الموفق.
¥