ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[09 - 06 - 05, 01:24 م]ـ
بحث مفيد، وجهد متميز في جمع مادة البحث وعرضها، أسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب.
ويحتاج البحث إلى الجانب التطبيقي من خلال سنن الترمذي، وقد أشرت إلى أنك اهتممت به حيث قلت: (وقد جمعت فيه بين الجانبين النظري والتطبيقي) لكن لم تبرزه.
وما خلصت إليه من أن قول الترمذي عن الحديث (حسن صحيح) هو تصحيح للحديث نتيجة موفقة.
والأدلة عليها كثيرة، منها أن الترمذي قال عن حديث: (حسن صحيح، ثم ذكر للحديث طريقاً آخر ثم قال: وكلا الحديثين صحيح)، وحديث آخر قال عنه: (حسن صحيح، وسألت محمداً فقال: صحيح).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 06 - 05, 07:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومرحبا بالشيح ابن حمود، وجزاه الله خيرا على هذه المبحث الطيب النافع
ولعلي أذكر بعض الفوائد حول قول الترمذي (حسن صحيح)
الفائدة الأولى: ولم أر من أشار إليها، وتحتاج إلى تأمل
نقل الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عن عدد من الأئمة أنهم قالوا عن بعض الأحاديث (حسن صحيح)
فقد نقله عن الإمام البخاري، كما نقله ابن رجب في شرح العلل (1/ 342) بقوله (اعلم أن الترمذي قسم – في كتابه هذا – الحديث إلى صحيح، وحسن، وغريب.
وقد يجمع هذه الأوصاف الثلاثة في حديث واحد، وقد يجمع منها وصفين في الحديث، وقد يفرد أحدها في بعض الأحاديث.
* بدء ابتكار هذا التقسيم *
وقد نسب طائفة من العلماء الترمذي إلى هذا التفرد بهذا التقسيم، ولا شك أنه هو الذي اشتهرت عنه هذه القسمة.
وقد سبقه البخاري إلى ذلك، كما ذكره الترمذي عنه في كتاب العلل أنه قال في حديث البحر: ((هو الطهور ماؤه)):هو حديث حسن صحيح، وأنه قال في أحاديث كثيرة: ((هذا حديث حسن)) وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال في حديث إبراهيم بن أبي شيبان عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن عبد الله بن حوالة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((تستجندون أجناداً .. الحديث)). قال: ((هو صحيح حسن غريب)) انتهى.
والذي في مطبوعتي ترتيب العلل (صحيح) فقط، فلعل ابن رجب نقل هذا من أصل كتاب العلل الكبير.
وقد نقل الترمذي كذلك عن الإمام أحمد أنه قال عن حديث المستحاضة (128) (هذا حديث حسن صحيح)
وكذلك نقل عن إسحاق بن راهويه أنه قال (144) ((هو حديث حسن صحيح) على ما في مطبوعة الشيخ شاكر (1/ 270) وهناك خلاف في نسخ الترمذي حول قول إسحاق ففي بعضها (صحيح)
فقد يقال إن الإمام الترمذي رحمه الله قصد بنقله عن هؤلاء الأئمة أنهم يصححون الحديث، فعبر عنه بعبارة المشهورة (حسن صحيح)، وهذا يدل على أن الترمذي يقصد بقوله (حسن صحيح) تصحيح الحديث، وأنها مثل (صحيح) عند غيره.
يتبع بإذن الله تعالى ....
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[23 - 06 - 05, 09:00 م]ـ
السلام عليكم
ماقولكم في ما ذهب إليه الشيخ حمزة المليباري في تحديد هذه المصطلحات؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 05, 10:18 م]ـ
شيخنا أبا عمر ..
حفظكم الله، وبارك فيكم.
والذي في مطبوعتي ترتيب العلل (صحيح) فقط، فلعل ابن رجب نقل هذا من أصل كتاب العلل الكبير.
هذا النصُّ الذي تفضلتم بذكره؛ نقله ابن عبد البر - رحمه الله - في التمهيد (16/ 218) كما هو في المطبوع من العلل الكبير، قال:
"وقد سأل أبو عيسى الترمذي محمد بن إسماعيل البخاري عن حديث مالك هذا عن صفوان بن سليم فقال: (هو عندي حديث صحيح) ..... قال أبو عمر: لا أدري ما هذا من البخاري رحمه الله ولو كان عنده صحيحاً لأخرجه في مصنفه الصحيح عنده .... " إلخ.
وهو كذلك في مخطوطة ترتيب العلل (7 - أ).
وأيًّا ما كان، فإن المقصود يحصل بأن لفظة (حسن صحيح) وردت عن بعض متقدمي الأئمة قبل الترمذي.