وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال: 1/ 495)): قال ابن عدي: حدث بالبواطيل عن الثقات، ثم ذكر الأحاديث المنكرة التي ساقها ابن عدي.
وزاد عقب حديث: ((يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية)): فالمؤدب مجهول، فكأنه سرقه، فإنه ليس بصحيح.
وأضاف في ترجمته: قال الخطيب (تاريخ بغداد: 7/ 328): الحسن بن شبيب بن راشد بن مطر، أبو علي المؤدب، حدث عن شريك وخلف بن خليفة وهشيم وأبي يوسف، روى عنه: الهيثم بن خلف وأبو يعلى الموصلي وابن صاعد والمحاملي.
قال المحاملي حدثنا الحسن بن شبيب المعلم حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أهبط الله آدم أكثر من ذريته فاجتمعوا إليه فجعلوا يتحدثون حوله وآدم لا يتكلم، فسألوه فقال: إن الله لما أهبطني من جواره عهد فقال: يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري تفرد به المعلم.
قال البرقاني عن الدارقطني: أخباري ليس بالقوى يعتبر به.
قلت (الذهبي): المتعين ما قال ابن عدي فيه، فقد أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز أخبرنا زاهر أخبرنا محمد الكنجروذي أخبرنا أبو بكر الطرازي أنبأنا أبو عبد الله المحاملي حدثنا الحسن بن شبيب المكتب من ثقات أهل بغداد.
حدثنا ابن عياش حدثنا برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحضروا موائدكم البقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية)). آفته المكتب.
ولم يزد ابن حجر على ما ذكره الذهبي سوى قوله (لسان الميزان: 2/ 213): وقال ابن حبان في االثقات: (8/ 172): الحسن بن شبيب البغدادي يروي عن شريك وخلف بن خليفة حدثنا عنه أبو يعلى ربما أغرب.
ولقد تلقف ابن سبط العجمي كلمة الذهبي (آفته المكتب): فذكره في كتابه (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث:1/ 90) فقال: الحسن بن شبيب المكتب، عن هشيم وغيره، قال ابن عدي: حدث بالبواطيل عن الثقات، وقال البرقاني عن الدارقطني: إخباري ليس بالقوي، يعتبر به. قال الذهبي: المتعين ما قال ابن عدي فيه، ثم شرع وذكر له حديثاً ثم قال آفته المكتب، انتهى.
فهذه كناية عن الوضع، ويحتمل أن يريد آفته في نكارته، أو غير ذلك والله أعلم.
قلت: والحكم في هذا الراوي ما ذهب إليه الخطيب ومن نقل عنه ووافقه كابن حجر وسبط ابن العجمي، وقبله ابن عدي حيث إن كلمات ابن عدي لا تقل في تبيين حال الرجل عن كلمات الذهبي، إذ قال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالبواطيل، وهذا صريح في اتهامه، سيما في نقده للحديث المنكر الأول الذي ذكره ابن عدي حيث يُفهم منه أن الحمل فيه على المكتب هذا، لذا الول في هذا الراوي قول نت اتهمه لا من وثقه، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:59 ص]ـ
51 - الحسن بن عمرو بن سيف العبدي، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 3/ 26: الحسن بن عمرو بن سيف البصري العبدي، روى عن: روح بن عبادة، سمعت أبي يقول: رأيناه بالبصرة ولم نكتب عنه، وهو متروك الحديث. حدثنا عبد الرحمن قال: قلت لأبي: إن محمد بن مسلم روى عنه قال: ذاك شر له، قال أبي: كان علي بن المديني يتكلم فيه يكذبه.
وكذا ذهب مسلم في الكنى والأسماء: 559: أبو علي الحسن بن عمرو بن سيف العبدي البصري عن أبيه وأبي بكر الهذلي متروك الحديث.
وروى العقيلي في الضعفاء:1/ 236 عن البخاري تكذيبه فقال: الحسن بن عمرو بن سيف العبدي بصرى، ويقال: باهلى، حدثنا عبد الرحمن بن الفضل حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن عمر وهو كذاب.
وفهم ابن الجوزي في الضعفاء: والمزي في تهذيب الكمال: 6/ 288 من قوله محمد بن إسماعيل أنه البخاري، وشكك الذهبي يرحمه الله في هذا الفهم لكن عزاه لابن الجوزي فقط فقال: (ميزان الاعتدال في نقد الرجال: 2/ 267 طبعة): الحسن بن عمرو بن سيف العبدي، عن شعبة وغيره، كذبه ابن المديني، وقال: البخاري كذاب، وقال الرازي: متروك، نقل ذلك ابن الجوزي ولم أجده في الضعفاء للبخاري، ورضيه ابن معين، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وبين ابن حجر أن ابن الجوزي اعتمد على ما في الضعفاء للعقيلي لكنه ترك باب الاحتمال مفتوحاً إذ قال بعد أن ذكر الرواة عنه وأقوال العلماء فيه تهذيب التهذيب: 2/ 269: وأضاف إليها قول أبي أحمد الحاكم: متروك الحديث، وذكر ابن حبان له في الثقات.
قلت (ابن حجر): قال ابن الجوزي في كتاب الضعفاء: كذبه ابن المديني، وقال البخاري: كذاب، وقال الرازي: متروك، وقرأت بخط الذهبي: العبدي هو الباهلي، كذا قال! وكأنه أراد أنه اختلف في نسبه وأراد أن يُعلم أنه واحد لا اثنان، وإلا فالباهلي والعبدي لا يجتمعان، وقد تقدم أنه قيل فيه أيضا الهذلي، فهذا من الرواة عنه. وقرأت بخط الذهبي أيضاً:لم أجده في الضعفاء للبخاري، قلت: قال العقيلي: ثنا عبد الرحمن بن الفضل ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن عمرو بن سيف كذاب، ففهم ابن الجوزي أن محمد بن إسماعيل هذا هو البخاري، ويحتمل أن يكون غيره. أما خلاصة حكم ابن حجر عليه فهي الترك، كما في تقريب التهذيب: 1/ 169.
أما ابن حبان فقد ذكره في الثقات: 8/ 171: فقال: الحسن بن عمرو العبدي يروى عن شعبة بن الحجاج روى عنه محمد بن يحيى الذهلي يغرب.
قلت: يتبين لنا أن هذا الراوي قد تركه عددٌ من كبار الأئمة وعلى رأسهم أبو حاتم الرازي، ومسلم، وأبو أحمد الحاكم، وكذيه أيضاً عدد من جلة النقاد وعلى رأسهم البخاري إن صح النقل عنه، وابن المديني، فأقوال هؤلاء الأعلام لا يمكن أن تُعارض بتوثيق مبهم أو توثيق فيه نوع جرح وهو الإغراب، إذ إن من رضيه كابن حبان ذكر أنه يُغرب، وكذا ابن عدي حيث قال: له غرائب، وأحاديثه حسان، وأرجو أن لا بأس به، فهذا فيه إشعار بعدم قبوله قبولاً مطلقاً، بل فيه إشعار بتليينه.
لذا فخلاصة القول في هذا الرجل ما ذهب إليه هؤلاء الأعلام الكبار، وأنه في أحسن حالاته لا يرتفع عن درجة المتروك، ولم يُصب ابن حبان في ذكره مع الثقات، والله أعلم.
¥