"قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: التسمية في الوضوء؟ فقال: أحمد شيء فيه حديث ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبي سعيد الخدري". رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/ 177)، والحاكم (1/ 147)، وقال إسحاق بن راهويه: "هو أصح ما في الباب".

وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 231): "حديث حسن".

* رابعاً: حديث أبي هريرة t :

أخرجه أبو داود (101)، واللفظ له، والترمذي في "العلل الكبير" (1/ 111)، وابن ماجة (399)، وأحمد (2/ 418)، وأبو يعلي

(ج11 / رقم 6409)، وابن السكن في "صحيحه" ـ كما في "التلخيص" (1/ 72) ـ، والطبراني في "الدعاء" (ق 47/ 1)، وعنه الحافظ في "النتائج" (1/ 225)، والدارقطني (1/ 72، 79)، والحاكم (1/ 146)، والبيهقي (1/ 43)، وفي "الخلافيات (114)، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 409) من طريق يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه".

قال الحاكم: "صحيح الإسناد، فقد احتج مسلم بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة: دينار".

* قلتُ: قد وهم الحاكم رحمه الله تعالى من وجهين:

الأول: أن يعقوب ليس هو ابن أبي سلمة الماجشون.

قال ابن الصلاح: "انقلب إسناده على الحاكم".

وكذا قال النووي في "المجموع" (1/ 344).

وقال الحافظ في "النتائج" (1/ 226):

"إنما هو يعقوب بن سلمة لا ابن أبي سلمة، وهو شيخٌ قليل الحديث، ما روى عنه من الثقات سوى محمد بن موسى، وأبوه مجهول ما روى عنه سوى ابنه".أهـ

وقال أيضاً في "التلخيص" (1/ 72):

"ادعى الحاكم أنه الماجشون! والصواب أنه الليثي".

وسبقه إلى ذلك الذهبي.

وقال ابن دقيق العيد: "لو سُلِّم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار، فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة، وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، فلا يكون أيضاً صحيحاً".

الثاني: قال البخاري: في "الكبير" (2/ 2/76):

" لا يعرف لسلمة سماعٌ من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه".

وقال الشوكاني: "ليس في إسناده ما يُسقطه عن درجة الاعتبار".

وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة t :

1- محمد بن سيرين، عنه مرفوعاً:

"يا أبا هريرة إذا توضأت فقل: بسم الله والحمد لله، فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تُحدِثَ من ذلك الوضوء".

أخرجه الطبراني في "الصغير" (1/ 73) من طريق عمرو بن أبي سلمة حدثنا إبراهيم بن محمد البصري، عن علي بن ثابت، عن محمد بن سيرين به وقال: "لم يروه عن علي بن ثابت، (أخو) عمرو بن ثابت، إلا إبراهيم بن محمد البصري، تفرد به عمرو بن أبي سلمة".

قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (1/ 220):

"إسناده حسن"، وكذا قال العيني في "شرح الهداية" ـ كما في "رد المختار" (1/ 113).

* قُلتُ: وهو عجبٌ! وإبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري المترجَم في "اللسان" (1/ 98) وثقه ابن حبان.

وقال ابن عدي في "الكامل" (1/ 260، 261):

"روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير" ثم قال: "وأحاديثه صالحة محتملة، ولعلة أتى ممن قد رواه عنه".

* قلتُ: ساق له ابن عدي عدة أحاديث، الراوي عنه فيها: أبو مصعب الزهري، أحد الثقات، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وهو وإن تكلم فيه فهو متماسكٌ عن إبراهيم، فالذي يظهرُ لي أن تعصب العهدة بإبراهيم أولى، والله أعلم.

وقد أشار الحافظ في "اللسان" في ترجمة إبراهيم إلى هذا الحديث ثم قال:

"وهو منكرٌ".

وقال في "النتائج" (1/ 288):

"علي بن ثابت مجهول، والراوي عنه ضعيف".

وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات" (3/ 185 - 186) من طريق عمرو بن أبي سلمة به، مع طريق أخرى، ثم قال:

"هذا حديثٌ ليس له أصلٌ، وفي إسناده جماعةٌ مجاهيلُ لا يُعرفون أصلاً".

2 - أبو سلمة، عنه:

أخرجه الدارقطني (1/ 71)، وابن صاعد في "مجلسين من الأمالي" (ق68/ 2)، والبيهقي (1/ 44)، والحافظ في "النتائج" (1/ 266) من طريق محمود بن محمد أبو يزيد الظفري، ثنا أيوب ابن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلى من لم يتوضأ". قال الحافظ في "النتائج":

"هذا حديثٌ غريبٌ، تفرد به الظفري، ورواته من أيوب فصاعداً مخرجٌ لهم في "الصحيح"، لكن قال الدارقطني في الظفري: ليس بقويٍّ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015