أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 11216)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (2/ 229) قال: حدثنا ابن حنبل ـ يعني عبد الله ـ ثنا محمد بن أبان الواسطي، ثنا أبو شهاب، عن أبي محمد الجزري، وهو حمزة النصيبي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله r :
" من أعان بباطلٍ ليدحض بباطله حقاً، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله ليُذِلَّهُ أذله الله مع ما يدِّخرُ له من الخزي يوم القيامة، سلطان الله كتاب الله وسنة نبيه، ومن تولى من أمراء المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك،
وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ترك حوائج الناس، لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي إليهم بحقهم، ومن أكل درهمَ ربا فهو كثلاثٌ وثلاثين زنية، ومن نبت لحمُهُ من سُحتٍ فالنار أولى به".
قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 212): "فيه أبو محمد الجزري حمزة النصيبي، ولم أعرفه، وبقية رجاله الصحيح". أهـ
كذا قال! وقال حمزة هذا هو ابن أبي حمزة، من رجال "التهذيب" (7/ 323 - 324) لكنه لا يساوي فلساً كما قال ابن معين. وقال أحمد: "مطروح الحديث"، وقال البخاري وأبو حاتم: "مُنكر الحديث".
زاد أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وتركه النسائي، والدار قطني. وقال ابن عدي مع توسطه: "عامة ما يرويه مناكيرٌ موضوعةٌ، والبلاء منه ليس ممن يَروي عنه، ولا ممن يروي هو عنهم". وقال نحوه ابن حبان.
2) عكرمة، عنه:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2944)، وفي "الصغير" (1/ 82)، وفي "مسند الشاميين" (63) قال: حدثنا إبراهيم بن متُّوية، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 328) قال: حدثنا أحمد بن عمير ابن جوصاء،
وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 248)، والأصبهاني في "الترغيب" (2086)، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن ـ هو ابن متوية ـ قالا: ثنا سعيد
بن رحمة، ثنا محمد بن حِميَر، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: "من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن أكل درهماً من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به". وهو عند الأصبهاني بأوله.
وقال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث إبراهيم، تفرد به محمد بن حمير". وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً، وسعيد بن رحمة، قال: ابن حبان في "المجروحين": "يُروىَ عن محمد بن حمير ما لم يُتابَع عليه، روى عنه أهل الشام، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الإثبات في الروايات".
وقد خالفه الوليد بن عتبة الدمشقي ـ أحد مشايخ أبي داود الثقات ـ فرواه عن محمد بن حمير، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: "من أكل درهماً من ربا مثل
ستة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به".
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 243) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1226) قال: أنبأنا الحسين بن عبد الله القطان، بالرقََّة ثنا الوليد بن عتبة بهذا.
وهذا الوجه أولى مما رواه سعيد بن رحمة، لاسيما وقد توبع محمد بن حمير عليه. فرواه هشام بن عمار، قال: ثنا إسماعيل بن عياش،
عن حنش بهذا الإسناد مثل حديث عمرو بن دينار، عن ابن عباس والذي تقدم آنفاً.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/ 190) من طريق الحاكم قال: أنبأنا أبو الطيب محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن شهريار
ـ وهو نيسابوري ـ حدثنا هشام بن عمار بهذا الإسناد.
وتابعه أيضاً: يحيى بن عثمان، ثنا إسماعيل بن عياش بهذا مختصراً أخرجه البيهقي في "الشعب" (5518) وابن عساكر (17/ 225) والهروي في "ذم الكلام" (131).
وإسماعيل بن عياش متماسك إذا روى عن أهل الشام، وليست الرواية من ذالك، ولكن تابعه سليمان التيمي وهو ثقة ثبت، فرواه عن حنش بهذا الإسناد مختصراً، ليس فيه محل الشاهد.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 11539)، والحاكم (4/ 100)
قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قالا: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا معتمر ابن سليمان التيمي، قال: سمعتُ أبي بهذا.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يُخرِّجاه"!!
فتعقبه الذهبي بقوله: "حنشٌ الرحبيُّ ضعيفٌ".
¥