بلفظ «من كتم علما مما ينفع الله به في أمر الناس أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار».
قلت: وهذا سند موضوع.فيه:
محمد بن داب المديني.
قال أبو زرعة: ضعيف الحديث كان يكذب.
وقال البوصيرى في الزوائد: «في إسناده محمد بن داب، كذبه أبو زرعة وغيره، نسب الي الوضع».
تاسعا: حديث أبي هريرة ا: -
ورواه عن أبى هريرة أربعة وهم: عطاء بن أبي رباح، وابن سيرين وإسماعيل، وسعيد المقبري.
أولا: ابن سيرين عنه:
أخرجه ابن ماجه (266)، وابن المقرئ في «معجمه» (288)، وابن سمعون فى «أماليه» (58)، والعقيلي في «الضعفاء» (1/ 74)، من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون، عن محمد بن سيرين به.
قال العقيلي في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم: عن ابن عون ليس لحديثه أصل مسند إنما هو موقوف من حديث ابن عون، حدثناه يوسف بن موسى قال: حدثنا حفص بن عمر التهامي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد عن أبي هريرة رفعه فذكره، ثم قال: وهذا الحديث رواه عمار بن زاذان الصيدلانى عن على بن الحكم عن عطاء، عن أبى هريرة عن النبى ? نحوه بإسناد صالح.
وقال حفص الريالي: وسئل معاذ بن معاذ عن هذا الحديث فلم يعرفه، قال: من روى هذا؟ قيل: إسماعيل بن إبراهيم، قال: الثقة.
وقال الحافظ في «تهذيب التهذيب» (1/ 281)، قال العقيلي: ليس لحديثه أصل - يعني هذا – وقرأت بخط الذهبي: الصواب موقوف.ا هـ.
قلت: الكرابيسي قال فيه الحافظ: لين الحديث.
ثانيا: إسماعيل عنه.
أخرجه ابن الجوزى في «العلل المتناهية» (138)، من طريق الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز عن عيسى بن عبد الرحمن الهمداني، عن زهير عن إسماعيل به.
قلت: هذا إسناد موضوع:
فيه: الحسين بن حميد بن الربيع.
قال مطين: هذا كذاب بن كذاب بن كذاب.
واتهمه ابن عدى.
ثالثا: سعيد المقبرى عنه:
أخرجه ابن الجوزى في «العلل المتناهية» (139)، من طريق داود بن منصور، قال: أنا عثمان بن مقسم عن سعيد المقبرى عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدَّا.
قال ابن الجوزي: تفرد بها عثمان بن مقسم، قال يحيى: ليس بشئ، وقال الدارقطنى: متروك.
رابعا: عطاء عن أبي هريرة:
ورواه عن عطاء عدة.
1 - على بن الحكم البنانى عنه به.
أخرجه الترمذي (2649)، وابن ماجه (261)، وأحمد (2/ 495)، و ابن أبي شيبة في «المصنف» (9/ 55)، والطيالسى في «مسنده» (2657)، وأبو نعيم في «مستخرجه» (15)، (16)، وابن الأعرابي في «معجمه» (73)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (432)، وأبو يعلى فى «مسنده» (6383)، وابن عساكر في «معجمه» (920)، من طريق عمارة بن زاذان عن على بن الحكم به.
قال الترمذي: حديث حسن.
قلت: عمارة بن زاذان فيه ضعف، وقال فيه الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
وأخرجه أبو داود (3660)، وأحمد (2/ 263/305)، وابن حبان (95)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (3)، والبيهقي في «الشعب» (743)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (132)، من طريق حماد، أخبرنا علي بن الحكم به.
وقال العقيلي: إسناده صالح.
قال الحكم في «المستدرك» (1/ 101).
ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب، ثم سألته هل يصح شئ من هذه الأسانيد عن عطاء؟.
فقال: لا.
قلت: لم؟.
قال: لأن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة.
أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، ثنا أزهر بن مروان، ثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا علي بن الحكم، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار».
فقلت له: أخطا فيه أزهر بن مروان أو شيخكم ابن أحمد الواسطي، وغير مستبعد منهما الوهم، فقد حدثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق، وعلى بن حمشاد قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء، عن أبي هريرة عن النبي ? قال: «من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة».
فاستحسنه أبو علي واعترف لي به لما جمعت الباب وجدت جماعة ذكروا فيه سماع عطاء من أبي هريرة، ووجدنا الحديث بإسناد صحيح لا غبار عليه عن عبد الله بن عمرو.
وقال الحافظ في «النكت الظراف» (10/ 265 – 266)،: «خالف عبدُ الوارث بن سعيد حمادَ بن سلمة فادخل بين عطاء و على رجلا لم يسم.
¥