ـ[طلال العولقي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الأخوة الكرام
معكم طالب علم مبتدئ
فالسؤال وفقكم الله
كيف يكون التمييز بين الحديث المدرج والحديث الذي فيه زيادة ثقة في المتن من طريق آخر؟
أرجو ضرب مثال بحديث حتى تتضح الصورة,
اسأل الله أن يحفظكم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[31 - 01 - 05, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم يا أخانا طلال العولقي الحبيب
هذه مشاركة بسيطة أتمنى أن تكون فيها ضالتكم.
- زيادة الثقة
يأتي الثقة بزيادة في المتن أو في السند،
فتكون في المتن كعبارة يتوهم الراوي أنها من النص نفسه وهي ليست كذلك، نحو:
ما روى محمد بن عوف الحمصي عن علي بن عياش حدثنا شُعَيْب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته" بزيادة " إنك لا تخلف الميعاد" ورواه بدونهاعلي بن المديني والإمام أحمد بن حنبل وأبو زُرعة الدمشقي ومحمد بن يحيى الذُهْلي والبخاري ومحمد بن سهل بن عسكر البغدادي وإبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني فتفرد محمد بن عوف مردود في مقابلة هؤلاء الأئمة.
وما روى يحيى بن أبي كثير عن أبي عياش عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: في النهي عن بيع الرطب بالتمر نسيئة. ورواه مالك وإسماعيل بن أمية وأسامة والضحاك بن عثمان عن أبي عياش، فلم يقولوا: نسيئة. قال الدارقطني .. فضبطوا ووهم أي يحيى بن أبي كثير: (شرح النخبة 31، النكت: 2/ 689).
وتكون في السند بأن يصل الثقة ما أرسلوه أو يرفع ما أوقفوه
ما كان مرسلا فوصلوه
روى الترمذي وابن ماجه من رواية الأوزاعي عن قرة بن عبدالرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
والحديث رواه مالك ويونس ومعمر وإبراهيم بن سعد عن الزهري عن على بن حسين عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرسلا، وممن قال إنه لا يصح إلا عن على بن حسين مرسلا الإمام أحمد ويحيي بن معين والبخاري والدارقطني.
ومنها ما كان موقوفا فرفعوه:
روى شداد بن سعيد الراسبي، عن يزيد بن عبدالله بن الشخير، قال: حدثني معقل بن يسار، مرفوعاً " لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خيرٌ له من أن تمسه امرأة لا تحل له " وخالفه بشير بن عقبة، فرواه: عن يزيد بن عبدالله بن الشخير، عن معقل بن يسار قال: " لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي، أحب إلي من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم ". وبشير بن عقبة أوثق منه، ومن رجال الشيخين، فالمحفوظ أنه موقوف بهذا اللفظ.
- والمدرج هو "ما ذكر في ضمن الحديث متصلا به من غير فصل وليس منه"
ويكون في المتن، في بدايته أو وسطه أو آخره،
مثال على الإدراج في المتن:
ما رواه البخاري: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدىء به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله .... الحديث فلفظ وهو التعبد من قول عروة أو من دونه يشرح فيه لفظ التحنث.
الإدراج في السند:
روى أبو داود فقال: حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم وسمى آخر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة والحارث الأعور، عن علي رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:"فإِذا كانت لك مائتا درهمٍ وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهمٍ، ... الحديث"
هذا الحديث قد أدرج فية سند في سند آخر، لأن عاصم بن ضمرة رواه موقوفا على علي، والحارث رواه متصلا مرفوعا، وهو متهم بالكذب، فجاء جرير فجعله مرفوعا من روايتهما معا، وقد ذكر أبو داود أن شعبة وسفيان وغيرهما رووا هذا الحديث عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي ولم يرفعوه، فعلمنا أن جريرا قد وهم فجعل الحديث مرفوعا من رواية عاصم كذلك، وأدرجها مع رواية الحارث الأعور.
ويعرف الإدراج بثلاث:
- بالنص عل ذلك من قبل الراوي
- بخلو رواية غيره من ذلك الإدراج
- من سياق الحديث، كحديث بلال يرفعه: " للعبد المملوك أجران، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك" ومعلوم أن أم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد ماتت وهو صبي.
فبما أن السائل الحبيب يسأل عن الفرق بين المدرج في المتن وزيادة الثقة فيه أن المدرج هو من كلام الراوي نفسه مفسرا قولا، أو معلقا على متن، في حين أن زيادة الثقة يتوهم الراوي أنها من النص نفسه، ويعرف ذلك بالقرائن.
والله تعالى أعلم
¥