فاختلف (الواسطي) و (علي بن شعيب الحراني) في شيخ المخزومي؛ فجعله الأول: (علي بن زيد بن جدعان) وجعله الآخر (عمر بن ذر)، أما الأول فقد عرفت تضعيف الهيثمي له، وأما (علي بن شعيب الحراني)! فنكرة ليس له ذكر في شيء من كتب الرجال.

وقد وقفت على إسناد الطبراني بواسطة " جامع المسانيد " للحافظ ابن كثير (8/ 331 - 333)، وقد أخرجه الطبراني في " الأحاديث الطوال " من طريقالواسطي (25/ 281 - 282).

ثم إنه تسامح في اقتصاره على تضعيف (خالد المخزومي)؛ قال البخاري وأبو حاتم:

" ذاهب الحديث ". وقال العقيلي:

" منكر الحديث ". ورماه غيرهم بالوضع.

فإن قيل: هذا حال إسناد الطبراني فما حال إسناد الحكيم؟

قلت: هو مثله أو نحوه وقد وقفت على إسناده في كتاب " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " للشيخ القرطبي (ص 277)، ونقله عنه ابن كثير في "تفسيره " (2/ 535)، أخرجه من طريق عبد الله بن نافع قال: حدثني ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن سعيد بن المسيب به.

ومن هذا الوجه رواه أبو عثمان الصابوني (1) - كما ذكر الشيخ الغماري في " ا لمداوي " (3/ 42) - وقال:

" وعبد الرحمن بن أبي عبد الله هو: ابن حرملة فيما أرى. والله أعلم ".

قلت: هذه مجرد دعوى؛ لأنه ليس في الرواة عن سعيد بن المسيب من يسمى (عبد الرحمن بن أبي عبد الله)، ولا له ذكر في ضيء من كتب الرجال، وانما ادعى ذلك؛ ليوهم القراء أن الحديث قوي.

على أن ابن حرملة هذا وإن كان ثقة؛ ففيه كلام - كما هو مذكور في " التهذيب " وغيره -.

وبعد، فإنى سأسوق بين يدي القراء أسماء الرواة المممجروحين الذين دارت عليهم طرق الحديث، وألان القول فيهم الغماري - وبعض من سبقه -، وأعرض عن أقوال الأئمة الحفاظ المعتمد عليهم في الجرح والتعديل؛ بل وصرح برد أقوالهم، والتطاول عليهم، ولعله يأتي شيء من ذلك:

1 - سليمان بن أحمد الواسطي: وقد سبق تضعيفه من الهيثمي، ومن قبله قال الذهبي في " المغني ":

" ضعفوه ".

2 - خالد بن عبد الرحمن المخزومي: تقدم أيضاً تضعيف الأئمة الثلاثة:

البخاري، وأبو حاتم، والعقيلي تضعيفاً شديداً، وأن بعضهم رماه بالوضع، وقد تبع

الغماري (ص 39) الهيثمي في الاقتصار على وصفه بأنه " ضعيف "؛ فأعرض

عن جرح أولئك الأئمة الشديد إياه لغاية معروفة، وهي التمهيد للتقوية به! مع أنه نقل عن ابن منده أنه قال:

" هذا حديث غريب بهذا الإسناد، تفرد به خالد بن عبد الرحمن عن عمر ابن ذر ".

3 - نوح بن يعقوب بن عبد الله الأشعري: رواه عن أبيه عن يحيى بن سعيد بن سعيد بن المسيب بالفقرة الرابعة فقط.

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/ 332) من طريق علي بن بشر: ثنانوح بن يعقوب بن عبد الله الأشعري به.

قلت: وهذا اسناد ضعيف منكر؛ نوح بن يعقوب: لا يعرف؛ لم يزد أبو نعيم في ترجمته على أنه ساق له هذا الحديث؛ والآفة من علي بن بشر؛ فقد اتهم بالكذب " قال ابن منده:

" رأيت أبا الحجاج الفِرساني قد لزم علي بن بشر ويقول: بيني وبينك السلطان؛ فإنك تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في " اللسان " -.

وقال أبو نعيم في ترجمته في " الأخبار " (2/ 1):

" كان يضعف حديثه، وفي حديثه نكارة، روى عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في (الجنة ذئباً) ".

قال الحافظ:

" وهذا من بلاياه ".

قلت: ومع هذا الجرح الشديد أغمض عينيه عنه الشيخ الغماري في " المداوي " (ص 40)؛ فاكتفى بسوق إسناد أبي نعيم، وخنس عنه، وهكذا فليكن التحقيق .. بكتمان الحقائق العلمية عن القراء من مؤلف " المداوي " الذي قال فيه أخو المؤلف عبد الله الغماري:

" من أراد صناعة الحديث؛ فعليه بـ (المداوي) ".

وأنا أقول - لوجه الله -: (من أراد أن يطلع على نوع جديد من التدليس على القراء، فعليه بـ " المداوي ")!

وها هي الأمثلة بين يديك وقد مضى من أمثالها الشيء الكثير في الأحاديث المتقدمة. - مخلد بن عبد الواحد الواسطي: قال ابن حبان (3/ 43):

" منكر الحديث جداً، ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات؛ فبطل الاحتجاج به إلا فيما وافقهم من الروايات، وهو الذي روى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب ".

قلت: فساق الطرف الأول من الحديث، وقال:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015