إحداهما: أنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه.

والأخرى: أن سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة ".

وقال الذهبي: " أخرج الترمذي عن محمد بن عمر الرومي عن شريك حديث: < أنا دار الحكمة وعلي بابها > فما أدري من وضعه " (4)

(ميزان الاعتدال 3/ 668.)

.

قلت: ومحمد بن عمر، ضعيف جدا في شريك، فقد ضعفه أبو زرعة، وأبو داود، وقال أبو حاتم: " روى عن شريك حديثا منكرا " (5)

(تهذيب الكمال 26/ 172.)

.

ولعله يعني به هذا الحديث.

2 - ورواه محمد بن عمر مرة أخرى، وعبد الحميد بن بحر، وسويد بن سعيد، عن شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي:

أخرجه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة 2/ 634 (1081)، وفي جزء الألف دينار (216)، والآجري في الشريعة 3/ 232 (1608)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 88 (347)، وابن بطة في الإبانة (كما في تلخيص الموضوعات ص 116، وتنزيه الشريعة 1/ 377) - ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات 2/ 111 (654) -، ورواه ابن حبان في المجروحين 2/ 94 معلقا، وابن عساكر في تاريخ دمشق 42/ 378. من طريق محمد بن عمر الرومي (6)

(لكن ابن حبان أورده في ترجمة عمر بن عبد الله الرومي. وقال الذهبي: كذا قال ابن حبان فوهم ... بل الراوي عن شريك هو محمد بن عمر الرومي، وهو ولد المذكور، فأما الأب فثقة (ميزان الاعتدال 3/ 212).)

.

والآجري في الشريعة 3/ 232 (1607)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 64 - ومن طريقه ابن الجزري في مناقب الأسد الغالب (29) -، وابن الجوزي في الموضوعات 2/ 111 (655،656)، من طريق عبد الحميد بن بحر.

وابن عساكر في تاريخ دمشق 42/ 378، والذهبي في ميزان الاعتدال 2/ 251، من طريق سويد بن سعيد.

كلهم عن شريك به نحوه.

قلت: ومحمد بن عمر تقدم أنه ضعيف جدا في شريك.

وعبد الحميد بن بحر كان يسرق الحديث (7)

(ميزان الاعتدال 2/ 538.)

.

وسويد بن سعيد، ضعيف عمي فكان يلقن ما ليس من حديثه، وكذبه ابن معين، وقال أحمد: " متروك "، وقال البخاري: "، حديثه منكر " (8)

(انظر: ميزان الاعتدال 2/ 248.)

.

وذكر الذهبي هذا الحديث فيما استنكر عليه (9)

(ميزان الاعتدال 2/ 251.)

.

3 - وروي عن شريك، عن سلمة، عن رجل، عن الصنابحي، عن علي:

ذكره الدارقطني في العلل 3/ 247، ولم أقف على من أخرجه.

ولعل هذا الرجل المبهم هو سويد بن غفلة الوارد في الوجه الأول، وبهذا فلا يعتبر وجها مستقلا.

ثانيا: ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، ولم يسنده:

ذكره الدارقطني في العلل 3/ 247،ولم أقف على من أخرجه.

ويحيى بن سلمة: متروك، وكان شيعيا (10)

(تقريب التهذيب (7561).)

.

ومما تقدم يتضح أن الحديث ضعيف جدا من رواية شريك وسلمة بن كهيل، فرواته في جميع هذه الأوجه ضعفاء جدا أو متروكين، وقد حكم عليه بعضهم بالوضع كما سيأتي.

وله طرق أخرى عن علي، وكلها ضعيفة جدا أيضا:

فأخرجه ابن مردويه (كما في الموضوعات لابن الجوزي 2/ 112،واللآلي المصنوعة 1/ 328)،من طريق الحسن بن محمد، عن جرير، عن محمد بن قيس، عن الشعبي، عن علي مرفوعا.

ومن طريق الحسين بن علي، عن أبيه، نحوه مرفوعا.

وقال ابن الجوزي عن الطريق الأولى: " محمد بن قيس مجهول ".

وقال عن الطريق الثانية: " فيه مجاهيل ".

*وأخرجه أبو الحسن الحربي في أماليه (كما في اللآلي المصنوعة 1/ 335) - ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/ 378 - ، عن إسحاق بن مروان، عن أبيه، عن عامر بن كثير السراج، عن أبي خالد، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: < أنا مدينة العلم (11)

(كذا وقع في اللآلي، ووقع في تاريخ دمشق: مدينة الجنة، وقال ابن عساكر: كذا قال، والمحفوظ مدينة الحكمة.)

وأنت بابها يا علي، كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها >.

قلت: وفيه سعد بن طريف، وهو متروك رافضي ورماه ابن حبان بالوضع (12)

(تقريب التهذيب (2241).)

.

والأصبغ بن نباتة: متروك رمي بالرفض (13)

(تقريب التهذيب (537).)

.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015