ـ[الرايه]ــــــــ[14 - 10 - 09, 07:57 م]ـ

الحديث الثالث

قال الإمام الترمذي

(جامع الترمذي 4/ 287 (1856).)

.

حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا محمد بن يعلى الكوفي، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن عبد الملك بن علاق، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تعشوا ولو بكف من حشف، فإن ترك العشاء مهرمة ".

قال قال أبو عيسى: " هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعف في الحديث، وعبد الملك بن علاق مجهول ".

تخريج الحديث:

أخرجه من طريق الترمذي ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 194 (1417).

وأخرجه أبو يعلى 7/ 314 (4353) - ومن طريقه ابن عدي في الكامل 5/ 1901، والمزي في تهذيب الكمال 18/ 377 - عن محمد بن بحر، عن محمد بن يعلى، عن عنبسة به.

وقد اضطرب عنبسة بن عبد الرحمن في هذا الحديث:

1 - فرواه مرة - كما تقدم - عن عبد الملك بن علاق، عن أنس.

2 - ورواه مرة أخرى عن علاق بن أبي مسلم، عن أنس:

أخرجه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 428 (735)، من طريق عبيدة بن الحارث.

وابن أبي حاتم في العلل 2/ 11 (1505)، من طريق إسماعيل بن أبان الوراق.

وتابعهما: غسان بن مالك بن عباد السلمي، ذكر ذلك المزي في تحفة الأشراف 1/ 284، وفي تهذيب الكمال 18/ 377.

كلهم عن عنبسة، عن علاق بن أبي مسلم (2)

(وقع في العلل: (علاق بن مسلم) ولعل الصواب (علاق بن أبي مسلم) فقد ذكر المزي رواية إسماعيل بن أبان التي أخرجها ابن أبي حاتم في التحفة 1/ 284، وفي تهذيب الكمال 81/ 377، وجاء عنده (ابن أبي مسلم) ونسخ علل ابن أبي حاتم كثيرا ما تتفق على بعض السقط والأخطاء، والله أعلم.)

عن أنس.

وقال ابن أبي حاتم: " قرأ علينا أبو زرعة كتاب الأطعمة فانتهى إلى حديث كان حدثهم قديما إسماعيل بن أبان الوراق عن عنبسة بن عبد الرحمن عن علاق بن أبي (3)

(ساقطة من المطبوع، وراجع التعليق السابق.)

مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: < تعشوا ولو بكف من حشف، فإن ترك العشاء مهرمة >. قال أبو زرعة: هذا حديث ضعيف. ولم يقرأه علينا ".

وقال ابن حبان: " علاق بن أبي مسلم شيخ يروي عن أنس وأبان بن عثمان ما ليس يشبه حديث الأثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وهو الذي روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: < +ترك العشاء مهرمة >. وهذا لا أصل له " (4)

(المجروحين 2/ 174 (802).)

.

3 - ورواه مرة ثالثة عن مسلم، عن أنس:

أخرجه الطبراني في الأوسط 6/ 350 (6595)، وأبو نعيم في الحلية 8/ 215 (5)

(وقع في المطبوع من الحلية: (ولو بكف من حيس فإن بركته تهرب)، و هو تصحيف، وانظره على الصواب في تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية 2/ 275، وفي كشف الخفاء 1/ 367، حيث نقله عن أبي نعيم.)

والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 396.

كلهم من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن صبيح بن السماك، عن عنبسة به.

وذكره المزي في تحفة الأشراف 1/ 284، وفي تهذيب الكمال 18/ 377، من رواية ابن السماك.

وقال الطبراني: " لا يروى هذا عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن السماك ".

وقال أبو نعيم: " غريب من حديث عنبسة وابن السماك، لم نكتبه إلا من حديث يحيى بن أيوب ".

4 - ورواه مرة رابعة عن موسى بن عقبة، عن ابن أنس بن مالك، عن أبيه:

أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1604، و 5/ 1901، من طريق عبد الرحمن بن مسهر الكوفي، عن عنبسة به.

وقال ابن عدي في الموضع الأول: " وهذه الأحاديث لعله لم يؤت من قبل عبد الرحمن بن مسهر، وإنما أتى من قبل عنبسة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة؛ لأن عنبسة ضعيف ".

وقال في الموضع الثاني: " وعنبسة هذا له غير ما ذكرت من الحديث، وهو منكر الحديث ".

قلت: ومداره في الأوجه السابقة على عنبسة بن عبد الرحمن القرشي الأموي، وهو متفق على تضعيفه جدا، ومما قيل فيه:

قال البخاري: " ضعيف ذاهب الحديث " (6)

(علل الترمذي الكبير 1/ 392 (105).)

.

وقال أبو حاتم: " هو متروك الحديث، كان يضع الحديث " (7)

(الجرح والتعديل 6/ 402.)

.

وقال النسائي: " متروك الحديث " (8)

(الضعفاء والمتروكين (450).)

.

وقال ابن حبان: " صاحب أشياء موضوعة وما لا أصل له مقلوب، لا يحل الاحتجاج به " (9)

(المجروحين 2/ 178.)

.

وقال الحافظ ابن حجر: " متروك " (10)

(تقريب التهذيب (5206).)

.

والخلاصة أنه متروك.

وقد اضطرب في هذا الحديث فرواه على عدة أوجه مما زاده ضعفا. وعليه فلا يصلح الاحتجاج بشيء منها.

وله طريق أخرى عن أنس، لكنها موضوعة.

فقد أخرجه ابن النجار في تاريخه (كما في اللآلي المصنوعة 2/ 255) من طريق أبي الهيثم القرشي، عن موسى بن عقبة عن أنس نحوه مرفوعا.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا؛ قال ابن الجوزي (11)

(الضعفاء والمتروكين 3/ 242 (4003).)

والذهبي (12)

(الميزان 4/ 584 (10713)، المغني 2/ 814 (7808).)

" أبو الهيثم القرشي عن موسى بن عقبة، قال الأزدي: كذاب ".

وله شاهد عن جابر، ولكنه ضعيف جدا:

فقد أخرجه ابن ماجه 2/ 1113 (3355)، عن محمد بن عبد الله الرقي، عن إبراهيم بن عبد السلام المخزومي، عن عبد الله بن ميمون، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: < لا تدعوا العشاء ولو بكف من تمر فإن تركه يهرم >.

وقال السخاوي: " إبراهيم بن عبد السلام ضعيف يسرق الحديث، وحكم عليه الصغاني بالوضع " (13)

(المقاصد الحسنة (338).)

.

قلت: وإسناده ضعيف جدا؛ فيه إبراهيم بن عبد السلام ضعيف جدا، قال ابن عدي: " ليس بمعروف، حدث بالمناكير، وعندي أنه ممن يسرق الحديث " (14)

(تهذيب الكمال 2/ 138.)

.

وعبد الله بن ميمون الراجح أنه القداح، وهو منكر الحديث متروك (15)

(تقريب التهذيب (3653، 3654).)

.

ومما تقدم يتضح أن الإمام الترمذي حكم على هذا الحديث بالنكارة لتفرد عنبسة به، وهو متروك، كما تقدم.

وتقدم أيضا أن الحديث بطريقيه وشاهده ضعيف جدا، وحكم عليه بعضهم بالوضع، والله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015