ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 10 - 09, 06:15 م]ـ
هل يقدم الجرح فى داود بن أبي هند على التعديل من باب تقديم الجرح المفسر على التعديل؟
أخي الكريم:
داود بن أبي هند من حفاظ المسلمين وأثباتهم ومتقنيهم وأعلامهم، وصفه الذهبي -في السير (6/ 376) - بالإمام الحافظ الثقة.
وأما كلمة ابن حبان، فهاهي بتمامها، قال في الثقات (6/ 278، 279):
(وكان داود من خيار أهل البصرة، من المتقنين في الروايات، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، ولا يستحق الإنسانُ التركَ بالخطأ اليسير يخطئه، والوهمِ القليل يَهِمُه، حتى يفحش ذلك منه؛ لأن هذا مما لا ينفكُّ منه البشر، ولو ما كنا سلكنا هذا المسلك؛ للزمنا ترك جماعة من الثقات الأئمة؛ لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ، بل الصواب في هذا: ترك من فحش ذلك منه، والاحتجاج بمن كان منه ما لا ينفكُّ منه البشر).
وأما قول الإمام أحمد: (كان كثير الاضطراب والخلاف)؛ فمراده: أن اضطراب الرواة عنه- (*)، واختلافهم في أحاديثه= كثير؛ ولهذا تجد الأحاديث التي اختُلف عليه فيها كثيرًا في كتب العلل، ولا يلزم أن هذا الخلاف عائد إلى داود نفسه.
ولا يصح تعميم الطعن في الراوي لخطأ أخطأه، أو لحديث رواه فيه نظر، بل يُنظر إلى كل حديث بحسبه.
فلو أنك سألت عن الحديث واستشكلت فيه، لا أن تستشكل في حفظ الراوي وقبول تفرُّده؛ كان ذلك أصوب.
ولربما كان استشكالك في الحديث صوابًا، لكن الخطأ فيه لا يتحمله داود بن أبي هند.
والله أعلم.