وهناك نقطة مهمة في كتب التخريج وهي: أن أعرف شرط المؤلف،فابن حجر وشرطه عندما قال في كتابه " التلخيص الحبير "، أنه يخرّج كتاب الرافعي في مذهب الشافعية.
فلما أبحث عن حديث و لا أجده، لا أقول: لماذا ابن حجر لم يذكره؟
لأنه قد لا يكون ذكره الرافعي في كتابه.
ومثلاً: كتاب " إرواء الغليل " للألباني _ رحمه الله _، شرطه أن يخرّج الحديث الذي ذُكر في " منار السبيل ".
فإذا لم أجد حديثا في إرواء الغليل للألباني، لا أقول الألباني مقصّر في كتب الحنابلة، نقول: لا، هذا شرطه، أن يخرّج الأحاديث التي في " منار السبيل ".
نعم لو بحثت فوجدت حديثا في " منار السبيل "، ولم يخرجه الألباني، فهذا يعتبر خللا في شرطه.
رابعاً: مصطلح " كتب فهارس الأحاديث ":
هي: الكتب التي تعتني بعزو الأحاديث إلى مصادرها الأصلية فقط، دون الحكم على الأحاديث، والكلام على الرجال.
فمثلاً: يقول صاحب الفهارس في حديث ما: هذا الحديث رواه أبو داود،والترمذي، والنسائي _ رحمهم الله _ وغيرهم فقط، دون الحكم عليه، أو الكلام على رجال الإسناد.
وكتب الفهارس على أقسام:
1 - فهارس تفهرس وترتب على المسانيد، فتبدأ بترتيب الصحابة على حروف المعجم ثم تذكر أحاديث كل صحابي وهكذا، مثل كتاب " تحفة الأشراف " للمزي، فهو جعل فهرسه للحديث عن طريق الصحابة، لكن له شرط: فليس كل حديث لأبي هريرة أو لعائشة _ رضي الله عنهما _ يذكرها، كلا فقط يذكر ما كان لهما من أحاديث في الكتب الستة. وأيضاً كتاب " إتحاف المهرة " جعل فهرسه على المسانيد وهو من أعظم الكتب، فالحافظ ابن حجر _ رحمه الله _ وجد أن المزّي ذكر الأحاديث في الكتب الستة، فأكمل هو مسانيد عشرة،.
2 - فهارس تفهرس على الموضوعات، فيجمع الأحاديث مرتبة على موضوعات أبواب الفقه. وهذه أحتاج إليها بأنها ترجعني إلى الموضوعات. مثل كتاب " مفتاح كنوز السنة ". وكذلك كتاب مهم جدا وهو كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري جمع فيه زوائد مسانيد عشرة على الكتب الستة ورتبها على الموضوعات والمسانيد هي: مسند الطيالسي 2 مسدّد 3 الحميدي 4 إسحاق بن راهويه 5 ابن أبي شيبة 6 العدني 7 عبد بن حميد 8 الحارث بن أبي أسامة 9 أحمد بن منيع 10 مسند أبي يعلى الكبير.
3 - فهارس تفهرس الأحاديث على الهجائي، فيبدأ بالألف وهكذا، ومن أعظم الكتب التي خرجت على هذا كتاب " الجامع الصغير " للسيوطي، فقد رتّب السيوطي أحاديث رسول الله r على الهجائي،و"الجامع الصغير" خُدم خدمة كبيرة جداً، وشرح فالمناوي ـ رحمه الله _ له شرحان عليه.
ومن أعظم من خدمه الألباني _ رحمه الله _، فقد جاء بالجامع الصغير فقسّمه إلى قسمين:
الأول: سمّاه " صحيح الجامع الصغير "، ورتّبه على نفس الترتيب.
الثاني: سمّاه " ضعيف الجامع الصغير ".
وهذه الطريقة سهلة جداً على أي باحث فيهما، لكن لا بد أن تحفظ نص كلام
الرسول r ، فلو غيّرت حرفاً لم تجد الحديث.
وكتاب " موسوعة أطراف الحديث الشريف " لزغلول، فهو من الفهارس، وهو من أفضل
الكتب التي خرجت في ذلك الوقت، فقد خدم السنة خدمة عظيمة. إلا أنه لم يلتزم أن يعزو الحديث إلى المصادر الأصلية بل لم يلتزم أن يعزو الحديث إلى كتب الحديث فتجده يعزو الحديث أحيانا إلى كتب التفسير مثلا
4 - فهارس البرامج الإلكترونية، فقد جمعت هذه الطرق كلها، فالمكتبة الشاملة مثلاً: هي من
الفهارس التي جمعت المصادر، والفهارس، وكتب التخريج، وكتب الحديث كلها.
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[15 - 05 - 09, 10:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:02 ص]ـ
واصل بارك الله فيك
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفعنا بما لديكم من علم
واصل بارك الله فيك
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:32 ص]ـ
أحسنتم جهد مبارك ... بارك الله فيك ... واصل ...
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:37 م]ـ
الحلقة الثانية (2/ 3)
v الخطوات العمليّة لتخريج الحديث:
الخطوة الأولى:-
¥