ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 02:01 م]ـ

الحمد لله، في الحقيقة حال إبراهيم بن أبي يحيى إنما ذكرته من باب التنبيه، وتعلم أن قول ابن حبان إنما هو اعتذار للشافعي، والشافعي أدرك الناس وهم يقدحون في ابن أبي يحيى ويكذبونه، وأكثرهم لم يخالطه كما خالطه الشافعي، فالأولى أن يكون بان للشافعي ما لم يبن لغيره، ثم إن الرجل على ضعفه كان يسب مالكاً، فلعل ذلك كان من أسباب حمل الناس عليه، وعلى فرض أن الشافعي لم يبن له حاله فما رأيك بقول إمامين من أهل الحفظ والتتبع وهما ابن عدي وشيخه ابن عقدة حيث ذكرا كما نقلت لك أنهما لم يجدا له حديثاً منكرا إلا عن شيوخ يحتملون؟.

وأما مسألة التفريق بين القول بالوضع رأساً كالذي تظنه وفقك الله في حديثنا والكذب الذي هو سرقة الحديث فكنت أظنه معلوماً لديك، ولم أحسبه تكلفاً، فما دام كذلك فاتركه، لا ننشغل به عن الأهم، غير أني أبقى مستعظما القول بوضع الحديث، وأفضل اتباع ألفاظ الأئمة في إعلاله إن كان ولا بد.

بقي عليك حفظك الله الجواب على السؤالين، وهما بيت القصيد في هذه المدارسة، ودمت سالماً.

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:05 م]ـ

الشيخ الكريم سعيد المري بارك الله فيك ..

قبل أن أنتقل إلى مناقشة المتن، أرجو أن يتسع صدرك لهذه النقاط بخصوص إبراهيم بن أبي يحيى:

وتعلم أن قول ابن حبان إنما هو اعتذار للشافعي، والشافعي أدرك الناس وهم يقدحون في ابن أبي يحيى ويكذبونه، وأكثرهم لم يخالطه كما خالطه الشافعي، فالأولى أن يكون بان للشافعي ما لم يبن لغيره

- الإمام مالك لما سأله القطان: أكان ثقةً في الحديث؟ قال: ((لا ولا في دينه)). فجرحه مالك في حديثه ودينه.

- وقال عبد الله بن المبارك: ((كان مجاهراً بالقدر، وكان اسم القدر يغلب عليه، وكان صاحب تدليس)). فجرحه ابن المبارك في دينه وحديثه.

- وقال يزيد بن زريع ورأى إبراهيم بن أبي يحيى يُحدّث: ((لو ظهر لهم الشيطان، لكتبوا عنه!)).

- وقال الإمام أحمد: ((كان قدرياً معتزلياً جهمياً كل بلاء فيه)). وقال: ((لا يُكتَب حديثه، ترك الناسُ حديثه. كان يروي أحاديث منكرة لا أصل لها. وكان يأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه)). فزاد أحمدُ في جرحه جرحاً مفصَّلاً: فقد اتهمه صراحةً بالوضع والتدليس.

- وقال بشر بن المفضل: ((سألتُ فقهاء أهل المدينة عنه، فكلهم يقولون: "كذاب" أو نحو هذا)).

- وقال يحيى بن معين: ((كذاب في كل ما رَوى)). وقال: ((كان فيه ثلاث خصال: كان كذاباً، وكان قدرياً، وكان رافضياً)).

- وقال الإمام البخاري: ((جهمي، تركه ابن المبارك والناس، وكان يرى القدر)).

- وقال النسائي: ((متروك الحديث)). وقال: ((ليس بثقة ولا يُكتَب حديثه)).

[تهذيب المزي، ضعفاء العقيلي]

- وقد وضعه ابن حجر في المرتبة الخامسة من المدلسين وهم الذين قال فيهم: ((مَن ضعف بأمر آخر سوى التدليس، فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع)).

فحديثُ إبراهيم بن أبي يحيى ساقطٌ لا يُكتَب. لذلك أخالفك في رأيك فيه، لا سيّما وأن الإمام أحمد أبانَ عورَة حديثه وأنه كان يُحدّث بأحاديث منكرة لا أصل لها .. وكفى به جرحاً! وفي هذا ردٌّ على ما تفضلتَ به بأن الكذب الذي قصدوه "هو سرقة الحديث".

وأنتقل الآن إلى أسئلتك بخصوص المتن، وفقني الله وإياك.

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:28 م]ـ

يا شيخ بارك الله فيك أنا لست مقوياً له فأنا أرى أنه يحتمل الترك ويحتمل مجرد الضعف، وهو أمر قريب، والكذب الذي نسب إليه هو السرقة فيما أحسب، ويصعب أن أقنع بكونه وضاعاً لمجرد ما نقلت وقد وقفت عليه قبل تذكيرك لي به، على كل حال عدِّ عن هذه فلها باب آخر لسنا في موضع المناقشة فيه.

في انتظار جوابك على السؤالين، وما أشبههما، وبعدها سنناقش العلل الإسنادية.

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:51 م]ـ

ولبيان إمكانية زوال الإشكالات في المتن أود أن أستوضح أكثر عن رأي الشيخ الكريم أحمد الأقطش بسؤالين لستُ شيخاً وأنَّى لي ذلك، فلا تعُد لمثلها أكرمك الله.

1 - السؤال الأول: عن خلق السماوات والأرض هل كان بينها تداخل أم لا؟ صريحُ القرآن أنه لا تداخل بين خلقهما، وإنما وقع الإشكال عند مَن أدخل الدحو في خلق الأرض.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015