ب) وأما المرتبة الرابعة والخامسة فلا يحتج بأهلها، ولكن يُكْتَبُ حديثُهم ويُخْتَبَرُ, وأن كان أهل المرتبة الخامسة دون أهل المرتبة الرابعة.
ج) وأما أهل المرتبة السادسة فلا يحتج بأهلها، ولكن يكتب حديثهم للاعتبار فقط دون الاختبار، وذلك لظهور أمرهم في عدم الضبط.
3 - مراتب الجرح وألفاظها:
أ) ما دل على التليين: (وهي أسهلها في الجرح) مثل فلان لَيَّنُ الحديث أو فيه مَقال.
ب) ثم ما صُرِّح بعدم الاحتجاج به وشبهه: مثل فلان لا يحتج به، أو ضعيف، أوله مناكير.
ج) ثم ما صرح بعدم كتابة حديثه ونحوه: مثل فلان لا يكتب حديثه، أو لا تحل الراوية عنه أو ضعيف جداً أو واهٍ بمَرَّةٍ.
د) ثم ما فيه اتهام بالكذب أو نحوه: مثل فلان متهم بالكذب أو متهم بالوضع، أو يسرق الحديث، أو ساقط، أو متروك أو ليس بثقة.
هـ) ثم ما دل على وصفه بالكذب ونحوه: مثل كذاب أو دجال أو وضاع أو يكذب أو يضع.
و) ثم ما دل على المبالغة في الكذب: (وهي أسوأها) مثل فلان أكذب الناس، أو إليه المنتهي في الكذب، أو هو ركن الكذب.
4 - حكم هذه المراتب:
أ) أما أهل المرتبتين الأولييَن فانه لا يُحْتَجُّ بحديثهم طبعاً لكن يكتب حديثهم للاعتبار فقط، وان كان أهل المرتبة الثانية دون أهل المرتبة الأولي.
ب) وأما أهل المراتب الأربع الأخيرة فلا يحتج بحديثهم ولا يكتب ولا يعتبر به.
الباب الثالث
الرواية وآدابها وكيفية ضبطها
ـ الفصل الأول: كيفية ضبط الراوية، وطرق تحملها.
ـ الفصل الثاني: آداب الراوية.
الفصل الأول
كيفية ضبط الراوية وطرق تحملها
المبحث الأول كيفية سماع الحديث وتحمله وصفة ضبطه.
المبحث الثاني: طرق التحمل وصيغ الأداء.
المبحث الثالث: كتابة الحديث وضبطه والتصنيف فيه.
المبحث الرابع: صفة رواية الحديث.
المبحث الأول
كيفية سماع الحديث وتحمله وصفة ضبطه
1 - تمهيد:
المراد " بكيفية سماع الحديث " بيان ما ينبغي وما يشترط فيمن يريد سماع الحديث من الشيوخ سماع رواية وتحمل،ليؤديه فيما بعد لغيره،وذلك مثل اشتراط سِنٍّ معينة وجوباً أو استحباباًِ.
والمراد " بتَحَمُّلِهِ " بيان طرق أخذه وتلقيه عن الشيوخ والمراد " ببيان ضبه " أي كيف يضبط الطالب ما تلقاه من الحديث ضبطاً يؤهله لأن يرويه لغيره على شكل يُطْمَأنُّ إليه.
وقد اعتني علماء المصطلح بهذا النوع من علوم الحديث، ووضعنا له القواعد والضوابط والشروط بشكل دقيق رائع. وميزوا بين طرق تحمل الحديث، وجعلوها على مراتب، بعضها أقوى من بعض، وذلك تأكيداً منهم للعناية بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، وحسن انتقاله من شخص إلى شخص، كي يطمئن المسلم في طريقة وصول الحديث النبوي إليه، ويوقن أن هذه الطريقة في منتهي السلامة والدقة
2 - هل يُشْترَطُ لتحمل الحديث الإسلام والبلوغ؟
لا يشترط لتحمل الحديث الإسلام والبلوغ على الصحيح لكن يشترط ذلك للأداء ـ كما مر بنا في شروط الراوي ـ وبناء على ذلك فتقبل رواية المسلم البالغ ما تحمله من الحديث قبل إسلامه، أو قبل بلوغه، لكن لا بد من التمييز بالنسبة لغير البالغ.
وقد قيل انه يشترط لتحمل الحديث البلوغ، ولكنه قول خطأ، لأن المسلمين قبلوا رواية صغار الصحابة كالحسن وابن عباس وغيرهما من غير فرق بين ما تحملوه قبل البلوغ أو بعده.
3 - متى يُسْتَحَبُّ الابتداء بسماع الأحاديث؟
أ) قيل يستحب أن يبتدئ بسماع الحديث في سن الثلاثين وعليه أهل الشام.
ب) وقيل في سن العشرين، وعليه أهل الكوفة.
ج) وقيل في سن العاشرة، وعليه أهل البصرة.
د) والصواب في الإعصار المتأخرة التبكير بسماع الحديث من حيث يصح سماعه، لأن الحديث منضبط في الكتب.
4 - هل لصحة سماع الصغير سن معينة؟
أ) حدد بعض العلماء ذلك بخمس سنين، وعليه استقر العمل بين أهل الحديث.
ب) وقل بعضهم: الصواب اعتبار التمييز، فان فَهِمَ الخطاب، ورَدَّ الجواب، كان مُمَيَّزا ً صحيح السمع وإلا فلا.
المبحث الثاني
طُرُقُ التَّحَمُّل وصِيَغْ الأداء
طُرُق تحمل الحديث ثمانية وهي: السماع من لفظ الشيخ القراءة على الشيخ، الإجازة، المناولة، الكتابة، الإعلام، الوصية، الوجادة.
وسأتكلم على كل منها تباعاً باختصار، مع بيان ألفاظ الأداء لكل منها باختصار أيضاُ.
1 - السماع من لفظ الشيخ:
¥