ـ[يحيى القطان]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:47 م]ـ

والشيخ الألباني قال عن جعفر الصادق "وهو ثقة من رجال مسلم " السلسلة الصحيحية

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثقة لا يسأل عن مثله

فكيف بعد هذا كله نوجه كلام الأخ يحيى بأنه ضعيف في باب الحفظ!! [/ رضي الله عنه][/QUOTصلى الله عليه وسلم]

................

الأخوة الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أردت التنبيه على ما ذكره عني الأخ ابن دحيان مشكورًا، وهو ما اقتبسته من كلامه.

فأنا لم أقل: ((بأنه ضعيف في باب الحفظ)) قط، فالرجل من رواة مسلم، ويكفيك قول أبي حاتمٍ رحمه الله تعالى فيه، والذي نقله أخونا ابن دحيان بارك الله فيه، غير أنني قلت في كلامي ما نصه:

((وبهذا يظهر لك مراد القطان رحمه الله من كلامه في جعفر يعني: كلامه عن حفظ جعفر وضبطه لمروياته، ومعلوم أن الكبير الشأن قد ينسى ويهم في بعض المرويات.

وباب ((من حدث ونسي)) بابٌ واسعٌ مشهورٌ أمره، فراجعه.

لكن المراد هنا تبرئة القطان من الطعن في شخص جعفر رحمة الله عليهما.

ويقال مثل ذلك أيضًا في كلام الإمام مالكٍ رحمه الله عن جعفر)).

فالمراد من كلامي توجيه كلام يحيى القطان رحمه الله في جعفر، وتخريج الوجه الذي أراده يحيى بكلامه في جعفر، وفرقٌ كبير بين هذا المراد، وبين الذي فهمه الأخ ابن دحيان من كلامي.

على أن عبارتي السابقة فيها إشارة واضحة إلى نفي ضعفه في الحفظ، وإن لم يكن من المبرزين فيه أمثال شعبة وسفيان، وهذا واضح في قولي: ((الكبير الشأن قد ينسى)) ونحو ذلك.

وقولي: ((تبرئة القطان من الطعن في شخص جعفر رحمة الله عليهما)) صريحٌ جدًا في بيان المراد من الحديث عن مسألة الطعن في شخص جعفر ونفيها عن يحيى، دون التعرض لمسألة الضعف هذه أبدًا.

ولا أعلم من أين فهمها أخي ابن دحيان عني بارك الله فيه.

ولذا لزمني التنبيه على هذا.

وأما قول الشيخ الفاضل ابن وهب بارك الله فيه: ((وقد نبهك يحيى القطان رحمه الله على هذا حين قال: ((لم نجد الصالحين أكذب منهم في الحديث)) [المجروحين لابن حبان 1/ 67].

ومراد يحيى بالكذب هنا: الخطأ؛ وليس المراد الكذب المنافي للصلاح بدليل وصفه لهم بالصلاح)

هذا الأمر توقفت عنده كثيرا

وفي الحقيقة قد اختلفت الراويات فيه عن يحى القطان

فالالفاظ مختلفة

فلعل بعض ذلك قد روي بالمعنى

فمن الالفاظ المروية في ذلك

(ما رايت فيمن ينسب الى الخير) انتهى.

فلا إشكال فيه بارك الله فيكم، والمراد من الاستدلال به حاصل على كل حال، أيًّا كان لفظه.

ثم الوصف بالصلاح لا ينافي الوصف بالنسبة إلى الخير كما هو معلوم.

والمراد الاستدلال بكلام يحيى القطان رحمه الله على أن الوصف بالصلاح لا ينفي الوهم أو سوء الحفظ على الشخص، كما لا يلزم في الضابط أن يكون صالحًا على دينٍ، كما هو مقررٌ.

ولعل الأمر قد اتضح الآن.

وأشكركم لعنايتكم ووقتكم وإفادتكم.

وفقكم الله ورعاكم جميعًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:08 م]ـ

هذه خلاصة ما قيل فيه من الجرح:

قال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن مصعب بن عبدالله الزبيري: سمعت الدراوردي يقول: لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بني العباس. قال مصعب: كان مالك لا يروي عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك الرفعاء ثم يجعله بعده.

وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي ابن المديني: سئل يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد فقال: في نفسي منه شئ، قلت: فمجالد؟ قال: مجالد أحب إلي منه. قال الامام الذهبي في " السير ": " هذه من زلقات يحيى القطان، بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرا أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى قول يحيى "

وقال يحيى بن سعيد في موضع آخر: أملى علي جعفر بن محمد الحديث الطويل يعني حديث جابر في الحج

وقال محمد بن عمرو بن نافع: حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن أبي بكر بن عياش، أنه قيل له: مالك لم تسمع من جعفر بن محمد، وقد أدركته؟ فقال: سألناه عما يتحدث به من الاحاديث إنني سمعته، قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا.

وروى ابن أبي مريم، عن يحيى، قال: كنت لا أسأل يحيى بن سعيد عن حديثه، فقال لي: لم لا تسألني عن حديث جعفر بن محمد؟ قلت: لا أريده، فقال لي: إن كان يحفظ فحديث أبيه المسند يعني حديث جابر في الحج.

وقال عنه ابن حبان: " كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا يحتج بحديثه من غير رواية أولاده عنه. . وقد اعتبرت حديثه من حديث الثقات عنه مثل ابن جريج والثوري ومالك وشعبة وابن عيينة ووهب بن خالد ودونهم فرأيت أحاديث مستقيمة ليس فيها شئ يخالف الاثبات. ورأيت في رواية ولده عنه أشياء ليس من حديثه ولا من حديث أبيه ولا من حديث جده، ومن المحال أن يلزق به ما جنت يدا غيره "

وقال الامام الذهبي في السير (6/ 257): " جعفر ثقة صدوق، ما هو في الثبت كشعبة، وهو أوثق من سهيل وابن إسحاق، وهو في وزن ابن أبي ذئب ونحوه، وغالب رواياته عن أبيه مراسيل "

==========

خلاصة القول في جعفر الصادق

جعفر هذا إمام فقيه صدوق، وحديثه جيد لا بأس به. وهو من شرط مسلم وليس من شرط البخاري. لأنه ليس في الطبقة الأعلى في الحفظ والاتقان، وإن كان هو نفسه حجة.

وحديث أبناءه عنه غير جيد. لكن ما رواه الثقات عنه فهو من صحيح حديثه. وأكثر حديثه من طريق أبيه. وغالب روايات ذلك الطريق مراسيل. فهذا سبب قلة ما يُروى عنه. أما حديثه عن أبيه عن جابر في الحج، فقد سمعه من أبيه، ولذلك أخرجه مسلم في صحيحه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015