حدثنا أبو الحسن (2) علي بن الحسن الكاتب، قال: حدثني أبي، قال: حدثني الهيثم، قال: حدثني بعض أصحاب جعفر ابن محمد الصادق، قال: دخلت على جعفر، وموسى بين يديه، وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان مما حفظت منها، أن قال: يا بني اقبل وصيتي واحفظ مقالتي، فإنك إن حفظتها، تعيش سعيدا، وتموت حميدا، يا بني، من قنع بما قسم له استغني، ومن مد

عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسم الله له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر بئرا لاخيه سقط فيه، ومن داخل السفهاء

---------------------------------------------------

* (هامش) *

(1) الحلية: 3/ 195.

(2) في المطبوع من الحلية: " الحسين " مصحف.

--------------------------

حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم، يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزري بك، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بني، قل الحق لك وعليك، تستشار (1) من بين أقربائك. يا بني كن لكتاب الله تاليا، وللسلام فاشيا، وللمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، ولمن قطعك واصلا، ولمن سكت عنك مبتدئا، ولمن سألك معطيا، وإياك والنميمة، فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف، يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولا، وللاصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثم إلا بفرع، ولا فرع إلا بأصل، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب، يا بني: إذا زرت فزر الاخيار، ولا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها. قال علي بن موسى: فما تركت (2) هذه الوصية إلى أن توفي. وبه، قال (3): حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثني أحمد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن بزيع، عن الحسن ابن علي الكلبي، عن عائذ بن حبيب، قال: قال: جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا شئ أحسن من الصمت،

----------------------------------------------

* (هامش) *

(1) تحرفت في الحلية إلى " تستشان " وهو تحريف قبيح.

(2) هكذا في جميع النسخ، وفي الحلية: " ترك " وهو أقرب للمراد. (3) الحلية: 3/ 196.

----------------------

ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدرأ من الكذب. وبه، قال (1): حدثنا أبي: قال حدثنا أبو الحسن العبدي، قال: حدثنا أبو بكر القرشي، قال: حدثنا المفضل (2) بن غسان، عن أبيه، عن شيخ من أهل المدينة، قال: كان من دعاء جعفر بن محمد: اللهم أعزني بطاعتك، ولا تخزني بمعصيتك، اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك. قال أبو معاوية يعني غسان: فحدثت بذلك سعيد بن سلم فقال: هذا دعاء الاشراف. وبه، قال (3): حدثنا أبي: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو بكر بن عبيد (4)، قال: حدثني الوليد بن شجاع، قال: حدثنا إبراهيم بن أعين، عن يحيى بن الفرات، قال: قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري: لا يتم المعروف إلا بثلاثة: بتعجيله وتصغيره وستره. وبه، قال (5): حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم البحري (6)، قال: حدثنا جعفر

-------------------------------------

* (هامش) *

(1) نفسه.

(2) في الحلية.

(3) الحلية: 3/ 198.

(4) في الحلية: " عبدالله " خطأ.

(5) الحلية: 3/ 196.

(6) تصحفت في الحلية إلى: " النحوي "، وجاء من تعليق المؤلف في حواشي النسخ: " البحري هذا هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يوسف، جرجاني ". قال بشار: ذكره السمعاني في

--------------------------------------------------

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015