ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله،، أما بعد:
فهذا موقف أعجبني، وكلام سرني وهو للشيخ شرف الدين ابن تيمية، وإن كان العنوان ليس على إطلاقه .. أتركك معه ..
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 16 (في ترجمة الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ـ رحمه الله ـ): ولقد عُقِد مرةً مجلسٌ لشيخِ الإسلامِ أبي العباسِ ابنِ تيميةَ، فتكلمَ فيهِ بعضُ أكابرِ المخالفينَ، وكان خطيبُ الجامعِ، فقالَ الشيخُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ أخوْ الشيخِ (1): كلامُنا معَ أهلِ السنةِ، أما أنتَ: فأنا أكتبُ لكَ أحاديثَ من الصحيحينِ، وأحاديثَ من الموضوعاتِ، وأظنُهُ قالَ: وكلاماً من سيرةِ عنترَ فلا تُمَيّزُ بينهما!، أو كما قالَ، فسكتَ الرجلُ. اهـ.
ونحو هذا ما قاله أخوه إمام السنة شيخ الإسلام كما مجموع الفتاوي 4/ 71:
.. فإن فرض أن أحدا نقل مذهب السلف كما يذكره، فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي، وأبي حامد الغزالي، وابن الخطيب، وأمثالهم، ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يعدون به من عوام أهل الصناعة، فضلا عن خواصها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف بالبخاري، ومسلما، وأحاديثهما إلا بالسماع، كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث، وبين الحديث المفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهد بذلك، ففيها عجائب، وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك إما عند الموت، وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة .. [ثم ذكر شيئا منها].اهـ.
هذا كلام جليل في هذين الكتابين، وهو كلام حق بلا شك، فمن لم يعرف الصحيحين فماذا عرف؟!
ولستُ بصدد بيان أهمية الصحيحين فهذا أمر مشهور غير خاف، لكن هذا النص قد شدني مُذْ قرأته قبل سنين لكني أضعتُ مكانه لأني قرأته في حال السفر، ولم أقيده، ثم لم أهتدي إليه إلا اليوم.
ويستفاد من هذين النصين تعظيم أئمة أهل السنة لهذين الكتابين، وأن الإعراض عنهما، والتشاغل عنهما بغيرهما من فعل أهل البدع المتشاغلين بكتب الكلام، والرأي، عن ما صح عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا نقص بين، لذا على طالب العلم العناية بهما، وكثرة مطالعتهما، ولو كان له ورد يومي منها لكان أفضل، وكذا بقية الستة، فمن لم يقرأ الصحيحين فماذا قرأ؟!، ولا يعني هذا إهمال غيرهما لكن لا يحسن بطالب علم سني ألا يمر عليهما.
ورحم الله الشوكاني حين قال: وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث، وإن بلغ في التحقيق إلى ما ينال. البدر الطالع 2/ 262.
-------------------------
(1) له ترجمة مليحة في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 382.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 06 - 04, 02:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وهذا ينطبق على عامة علماء الأصول.
قال الإمام ابن تيمية دقائق التفسير (2|168): عن الجويني: «لم يكن له بالصحيحين –البخاري ومسلم– وسنن أبي داود والنسائي والترمذي وأمثال هذه السنن، علمٌ أصلاً! فكيف بالموطأ ونحوه؟! وكان –مع حرصه على الاحتجاج في مسائل الخلاف في الفقه– إنما عمدته سنن أبي الحسن الدارقطني. وأبو الحسن –مع تمام إمامته في الحديث– فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه ويجمع طرقها (يعني أشبه بكتب العلل)، فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله. فأما الأحاديث المشهورة في الصحيحين وغيرهما، فكان يستغني عنها في ذلك. فلهذا كان مجرد الاكتفاء بكتابه في هذا الحديث، يورث جهلاً عظيماً بأصول الإسلام. واعتبر ذلك بأن كتاب أبي المعالي –الذي هو نخبة عمره– "نهاية المطلب في دراية المذهب" ليس فيه حديثٌ واحدٌ معزوٌّ إلى صحيح البخاري، إلا حديث واحد في البسملة. وليس ذلك الحديث في البخاري كما ذكره!».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 06 - 04, 02:55 ص]ـ
¥