* و فى جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البر (1/ 422) ط مكتبة التوعية الإسلامية:قال: " .. وروينا عن علي رحمه الله أنه قال في كلام له: «العلم ضالة المؤمن فخذوه ولو من أيدي المشركين ولا يأنف أحدكم أن يأخذ الحكمة ممن سمعها منه»، وعنه أيضا أنه قال: «الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو في أيدي الشرط».
قلت: لكن ابن عبد البر لم يذكر إسنادا إلى على و فى نهج البلاغة للشريف الرضى قال قال على رضى الله عنه: الحكمة ضالة المؤمن فخذ الحكمة و لو من أهل النفاق
قلت: و لم أقف على إسناد إلى على رضى الله عنه فكل ما وقفت عليه فى لفظ الحديث أو معناه موقوفا على على رضى الله عنه بلا زمام و لا خطام و قد بينا أنه لا يثبت مرفوعا أيضا من طريقه
* و فى كشف الخفا للعجلونى (2/ 138): قال: قال فى المقاصد: " ... ورواه العسكري أيضا عن أنس رفعه بلفظ العلم ضالة المؤمن حيث وجده أخذه، ورواه أيضا عن ابن عباس من قوله بلفظ خذوا الحكمة ممن سمعتموها فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم وتكون الرمية من غير رام، وهذا عند البيهقي في المدخل عن عكرمة بلفظ خذ الحكمة ممن سمعت فإن الرجل يتكلم بالحكمة وليس بحكيم فيكون كالرمية خرجت من غير رام وعنده أيضا عن سعيد بن أبي بردة قال كان يقال الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها، وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان يقال العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبها، فإن أصاب منها شيئا حواه حتى يضم إليه غيره. وفي معناه ما رواه الديلمي عن علي مرفوعا ضالة المؤمن العلم، كلما قيد حديث طلب إليه آخر، وللديلمي أيضا عن ابن عباس مرفوعا نعم الفائدة الكلمة من الحكمة يسمعها الرجل فيبديها لأخيه، وله أيضا بلا سند عن ابن عمر رفعه خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت، ويروي نحو هذا من قول علي، وروى العسكري عن مبارك بن فضالة قال خطب الحجاج فقال إن الله أمرنا بطلب الآخرة وكفانا مؤونة الدنيا، فليته كفانا مؤونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا، قال يقول الحسن ضالة المؤمن عند فاسق فليأخذها، وعن يوسف بن أسباط قال كنت مع سفيان الثوري وخازم بن خزيمة يخطب فقال إن يوما أسكر الكبار و أشاب الصغار ليوم عسير شره مستطير، فقال سفيان حكمة من جوف خرب، ثم أخرج شريحة يعني ألواحا فكتبها، ونحوه فرب مبلغ أوعى من سامع."
الخلاصة: أنى لم أعثر على إسناد نظيف أو متماسك نستطيع من خلاله أن ننسب هذا القول لأحد سواء كان من الصحابة أو التابعين أو حتى من غيرهم .. و الغريب حقا أن كثير من الوعاظ و الدعاة بل و بعض العلماء يرددون هذا الحديث و يرفعونه إلى النبى مع علم بعضهم بضعفه متعللين بقول من يرخص فى ذكر الأحاديث الضعيفة فى فضائل الأعمال .. مع أن الذين يقولون بذلك يشترطون ألا يكون الحديث شديد الضعف .. و لعلى بينت وهاء الأسانيد فيما وقفت عليه .. و الله أعلى و أعلم و ما كان من خطأ أو نسيان فمنى و من الشيطان .. و الله المستعان
أخوكم: أبو عمر الهلالى
الراجى عفو ربه
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - 07 - 08, 12:42 ص]ـ
أحسنت أخي بارك الله فيك.
* و فى مصنف ابن أبى شيبة (7/ 204) قال حدثنا وكيع عن المسعودى عن سعيد بن أبى بردة قال كان يقال: الحكمة ضالة المؤمن يأخذها إذا وجدها ,
قلت: و سعيد هو سعيد بن أبى بردة بن أبى موسى الأشعرى تابعى ثقة ثبت .. و هو حفيد الصحابى الجليل أبى موسى الأشعرى و قال ابن أبى حاتم فى المراسيل روايته عن جده منقطعة. لكنه سمع من بعض أصحاب النبى.
قال الشيخ أبو الأشبال الزهيري في تحقيقه جامع بيان العلم (1/ 422) ط: ابن الجوزي:
وإسناده فيه لين والمسعودي قد كان اختلط.
و قوله كان يقال قد يحمل على أمرين إما تضعيفا منه لهذا القول لأن يقال من صيغ التمريض أو أن يكون هذا القول كان على سبيل المثل الدائر على الألسنة و ليس من قول النبى صلى الله عليه و سلم و الله أعلم.
ت: الاحتمال الأول ضعيف، ولا أعرف أن القدماء كانوا يقصدون بذلك التمريض .. وإن كان لديك إفادة فجد بها، بوركت.
* و كذا فى المصنف لأبى شيبة (7/ 244) و فى المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقى (الحديث رقم 316) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان يقال: العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبه، فإذا أصاب منه شيئا حواه.
قلت: قال ابن أبى حاتم فى الجرح و التعديل (5/ 101) عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكى روى عن بن عمر وأبيه روى عنه الزهري وثابت والأوزاعي وهارون بن أبي إبراهيم البربري الثقفى سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال ثقة يحتج بحديثه نا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن عبد الله بن عبيد بن عمير فقال مكي ثقة
قلت: مع ملاحظة كيف روى الحديث تماما كما رواه سعيد بن أبى بردة فى الإسناد السابق
زاد الزهيري نسبته إلى أبي خيثمة (157) وأبي نعيم (3/ 354) من نفس الطريق المذكور.
¥