وأما حديث عائشة: فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13493) عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها رأت النبي – صلى الله عليه وسلم – حزيناً. فقالت: يا رسول الله، وما الذي يحزنك؟ قال: " شيءٌ تخوفت على أمتي أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط ".

وهذا إسناد باطل، آفته إبراهيم بن محمد الأسلمي مولاهم فهو متروك الحديث وكذبه بعضهم – انظر ترجمته في التهذيب (1/ 137) –؛ لذا قال الدارقطني في العلل (14 /) الصواب: حديث جابر.

وقال ابن حجر في اللسان (1/ 56): وروى إبراهيم بن رستم، عن همام، عن الهيثم، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مهم. قلت: يا رسول الله ما همك؟! قال: " أخاف أن يكون في أمتي من يعمل عمل قوم لوط " وقعَ خطأ إبراهيم في سنده ومتنه جميعًا، رواه الثقات الأثبات عن الهمام، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر - رضي الله عنه - رفعه: " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " وقال أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين: أخطأ فيه إبراهيم بن رستم.

وأما حديث ابن عباس: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 173) من طريق الجارود بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي لفعل قوم لوط، ألا فلترتقب أمتي إذا فعلوا ذلك العذاب نكاحاً الرجال بالرجال والنساء بالنساء ".

وهذا الإسناد ضعيف جدًا، وآفته الجارود هذا فهو يروي المناكير، وقد تركه الأئمة، وقال عنه ابن عدي: فالجارود بَيِّنُ الأمر في الضعف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015