وَقَرَأْتُهُ عَالِيَاً عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتُ الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ سُلْطَانَ الدِّمَشْقِيَّةُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعَاً، وَهِيَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَتْ عَنْهُ بِالسَّمَاعِ، وَعَنْ أَبِي نَصْرٍ ابْنِ الْعِمَادِ إِجَازَةً مُكَاتَبَةً، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْوَفَاءِ مَحْمُودِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ أنَا أَبِي أنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا إسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ ثَنَا هَانِئُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أُمِّهِ حُمَيْضَةَ بِنْتِ يَاسِرٍ عَنْ جَدَّتِهَا يُسَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا: «أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ أَمَرَهُنَّ أَنْ يُرَاعِينَ التَّسْبِيحَ، وَالتَّهْلِيلَ، وَالتَّقْدِيسَ، وَأن يَعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولاتٌ، وَمُسْتَنْطَقَاتٌ».
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عن مُسَدَّدٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً بِدَرَجَةٍ، وَبَدَلاً عَالِيَاً بِدَرَجَةٍ مِنَ الطَّرِيقِ الأُولَى، وَبِدَرَجَتَيْنِ مِنَ الطَّرِيقِ الأَخِيْرَةِ.
وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دَاوُدَ شَاهِدَاً لِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو التَّالِي.
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ الأَخِيْرِ إِلَى خَيْثَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ ثَنَا إسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ (ح) وَأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ التَّنُوخِيُّ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الصَّالِحِيُّ أَنَا أَبُو الْمُنَجَّا بْنُ اللَّتِّيِّ أَنَا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ حَمُّوَيْهِ أَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّاشِيُّ ثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا هَانِئُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أُمِّهِ حُمَيْضَةَ عَنْ يُسَيْرَةَ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُنَّ بِالتَّهْلِيلِ، وَالتَّسْبِيحِ، وَالتَّقْدِيسِ، وَلا تَغْفَلْنَ فَتَنْسِينَ الرَّحْمَةَ، وَأَعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ، فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ».
أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ الْكُبْرَى» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً، وَبَدَلاً عَالِيَاً بِدَرَجَةٍ.
وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً وَبَدَلاً بِعُلُوٍّ بِدَرَجَتَيْنِ، وَقَالَ: حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ هَانِئِ بْنِ عُثْمَانَ.
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، وذكر حُمَيْضَةَ فِي ثِقَاتِ التَّابِعِينَ.
وَلا نَعْرِفُ عَنْهَا رَاوِيَاً إِلاَّ ابْنَهَا هَانِئَ بْنَ عُثْمَانَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ.
وَذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ فِي رِوَايَتِنَا عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ الْكَرَّانِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ دَاوُدَ قالَ: بَلَغَنِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ هَانِئَ بْنَ عُثْمَانَ عن هَذَا الْحَدِيثِ. وَيُسَيْرَةُ جَدَّةُ حُمَيْضَةَ أَوَّلُ اسْمِهَا يَاءٌ آخَرُ الْحُروفِ، ثُمَّ سِينٌ مُهْمَلَةٌ مُصَغَّرَةٌ، وَيُقَالُ بِالْهَمْزَةِ بَدَلَ الْيَاءِ، ذكروها فِي الصَّحَابَةِ، وَكَنَّوْهَا أُمَّ يَاسِرٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُسَيْرَةُ بِنْتُ يَاسِرٍ، وَالأَكْثَرُ لَمْ يَذْكُرُوا اسْمَ أَبِيهَا، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا أَنْصَارِيَّةٌ، وَالَّذِي ذُكِرَ فِي الرِّوَايَةِ السَّابِقَةِ أَنَّهَا مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ يَرُدُّ عَلَيْهِ» اهـ.
¥