فَنَقُولُ، وَاللهُ الْمُسْتعَانُ فِيمَا أَرَدْنَا مِنَ الإيْضَاحِ وَالْبَيَانِ:
فَمِنْ رِجَالَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ، وَالْمَرْتَبَةِ السَّادِسَةِ:
[1] عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ التَّيْمِيُّ الْمْدَنِيُّ [خ م].
قَالَ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ «كِتَابُ الأَشْرِبَةِ» (5634. فتح): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي الأُوَيْسِيَّ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أن َّرَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ».
وَقَالَ مُسْلِمٌ «كِتَابُ الأَشْرِبَةِ» (2065): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ».
وَحَدَّثَنَاه قُتَيْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ (ح) وَحَدَّثَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ قَالا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (ح) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ كُلُّ هَؤُلاءِ عَنْ نَافِعٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ نَافِعٍ.
وَزَادَ فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ ذِكْرُ الأَكْلِ وَالذَّهَبِ، إِلاَّ فِي حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ.
قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَوْثَقِ الأُصُولِ الَّتِي اعْتَمَدَهَا الشَّيْخَانِ فِي «الصَّحِيحَيْنِ».
وَفِي هَذَا الْبَيَانِ الْوَافِي لإِمَامِ النَّيْسَابُورِيِّينَ أَبِي الْحُسَيْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِىِّ دِلالَةٌ بَيِّنَةٌ عَلَى مَا أَرَدْنَاُه مِنْ تَخْرِيْجِ الشَّيْخَيْنِ لْحَدِيثِ مَنْ نَعَتَهُ الْحَافِظُ ابْن حَجَرٍ بِقَوْلِهِ «مَقْبُولٌ» فِي الأُصُولِ من «صَحِيحَيْهِمَا»، وَذَلِكَ مِنْ وَجْهَبْنِ:
[أَوَّلُهُمَا] أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَكَرَ هَذَا الْمَعْنَى «الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ»، فَإِنَّمَا مُعْتَمَدُهُ وَمَرْجِعُهُ: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ الْمَوْصُوفِ بِـ «مَقْبُولٍ» عِنْدَ الْحَافِظِ ابْنَ حَجَرٍ، فَالنَّاسُ كُلُّهُمْ عِيَالٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ رَاوِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَلا يَصِحُّ إِلاَّ مِنْ طَرِبقِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ.
[ثَانِيهِمَا] أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَالأَصْلِ فِي إِرَادَةِ ابْنِ حَجَرٍ بِقَوْلِهِ عَنِ الرَّاوِي «مَقْبُولٌ» تَوْثِيقَهُ، وَالاحْتِجَاجَ بِحَدِيثِهِ وَإِنْ تَفَرَّدَ، وَلَيْسَ تَوْهِينَهُ، أَوْ تَلْيِينَهُ كَمَا يَزْعُمُ أَكْثَرُ رُفْعَاءِ وَقْتِنَا!.
¥