قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيِّ، وَهُوَ الْمَكِّيُّ الْمُلَيْكِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ ضَعَّفَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. وَقَدْ رَوَى إِسْرَائِيلُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا سُئِلَ اللهُ شَيْئَاً أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَافِيَةِ».

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكُوفِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ بِهَذَا».

وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (1/ 670)، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ «الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ» (191) مِنْ طَرِيقِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْقُرَشِيِّ الْمُلَيْكِيِّ بِالْحَدِيثِ الثَّانِي.

قُلْتُ: وَهَذَا مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ إلاَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ الْمُلَيْكِيُّ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.

(4) [حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ]

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ «الدُّعَاءُ» (30) و «مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ» (18): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ إبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي عَبْلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي وَهُوَ قَاعِدٌ فِي ظِلِّ الْحَطِيمِ بِمَكَّةَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أُتِىَ عَلَى مَالِ بَنِي فُلانٍ بِسَيْفِ الْبَحْرِ، فَذُهِبَ بِهِ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ إِلاَّ بِمَنْعِ الزَّكَاةِ، فَأَحْرِزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ الْبَلاءِ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّ الدُّعَاءِ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلُ، مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ، وَمَا لَمْ يَنْزِلُ يَحْبِسُهُ».

قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «عِلَلُ الْحَدِيثِ» (1/ 220/640): «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي عَبْلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ وَهُوَ فِي الْحَطِيمِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُتِيَ عَلَيَّ مَالُ بَنِي فُلانٍ بِسَيْفِ الْبَحْرِ، فَذُهِبَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ إِلا بِمَنْعِ الزَّكَاةِ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ الْبَلاءِ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ، وَمَا لَمْ يَنْزِلْ يَحْبِسُهُ». قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَإِبْرَاهِيمُ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادَةَ، وَعِرَاكٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَوْثَقُ مِنْهُ، وَهُوَ صَدُوقٌ».

قُلْتُ: وَأَمْثَلُ مَا فِي هَذَا الْمَعْنَى حَدِيثُ ثَوْبَانَ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015