سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ».
[18] وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِيذَةَ قِرَاءةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ قَالَ: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدَاً سَمِعَ مَقَالَتِي، فَوَعَاهَا، وَأَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبُّ حَامِلِ فِقْهٍ لا فِقْهَ لَهُ، وَرُبُّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلاثٌ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلاصُ الْعَمَلِ للهِ، وَالطَّاعَةُ لِذَوِي الأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَاءَهُمْ».
[19] وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِيذَةَ قِرَاءةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن سُلَيْمَانَ الْكَلْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَهُوَ إِلَى الْبَصْرَةِ، حَتَّى أَتَيْنَا مَكَانَاً يُقَالُ لَهُ: بَيْتُ الْمِسْكِينِ، وَهُوَ مِنَ الْبَصْرَةِ مِثْلُ الثَّوِيَّةِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: هَلْ كُنْتَ تُدَارِسُ أَحَدَاً الْقُرْآنَ؟، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِذَا أَتَيْنَا الْبَصْرَةَ فآتِنِي بِهِمْ، فَأَتَيْتُهُ بِصَالِحِ بْنِ مُسَرِّحٍ، وَبِأَبِي بِلالٍ، وَنَجْدَةَ، وَنَافِعِ بْنِ الأَزْرَقِ، وَهُمْ فِي نَفْسِي يَوْمَئِذٍ مِنْ أَفَاضِلِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ جُنْدُبٌ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، ويَنْسَى نَفْسَهُ، كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ، ويُحْرِقُ نَفْسَهُ».
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «لا يَحُولَنَّ بَيْنِ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى أَبْوَابِهَا، مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمِ مُسْلِمٍ أَهْرَاقَهُ ظُلْمَاً»، قَالَ: فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ فَذَكَرُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَهُوَ سَاكِتٌ يَسْتَمِعُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ قَوْمَاً أَحَقَّ بِالنَّجَاةِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ.
[20] أَخْبَرَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِيذَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الدِّمَشْقِيُّ الْمُقْرِيُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي، قَالَ: «أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهَا رَأْسُ أَمْرِكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَ نُورٌ فِي السَّمَاوَاتِ، وَنَورٌ فِي الأَرْضِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «لا تُكْثِرِ الضَّحِكِ، فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيُذْهِبُ نُورَ الْوَجْهِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَرَدَّةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ، وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «انْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَلا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرِي نِعْمَةَ اللهِ عِنْدَكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «صِلْ قَرَابَتَك،َ وَإِنْ قَطَعُوكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «لا تَخَفْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ: «تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ»، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرًّ، لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ».
ـــ هامشٌ ـــ
(1) وَمِنَ الْوَاجِبِ الْمُعَادِ: التَّنْبِيهُ بِأَنَّ بِالْمَطْبُوعَةِ أَغْلاطٌ وَتَصْحِيفَاتٌ وَأَخْطَاءُ لا تُحْصَى.
[16] وَالْحَدِيثُ فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ» (8/ 234/7912).
[17] وَالْحَدِيثُ فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ» (10/ 102/10089).
[18] وَالْحَدِيثُ فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ» (2/ 127/1544).
[19] وَالْحَدِيثُ فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ» (2/ 165/1681).
[20] وَالْحَدِيثُ فِي «الْمُعْجَمِ الْكَبِيْرِ» (2/ 157/1651).
¥