وَهَذِهِ عُشَارِيَّةٌ ثَانِيَةٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ التَّالِفِ:
عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ
ـــ،،، ـــ
[الْحادِي عَشَرَ] قَالَ (239): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَصَاحِفِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرَاءِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْب بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ: «أَنَّ حَوْلَ الْكُرْسِيِّ سَبْعِينَ أَلْفَ صَفٍّ مِنَ الْمَلائِكَةِ، صَفٌّ خَلْفَ صَفٍّ، يَدُورُونَ حَوْلَ الْعَرْشِ، يُقْبِلُ هَؤُلاءِ، وَيُدْبِرُ هَؤُلاءِ، فَإِذَا اسْتَقْبَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً هَلَّلَ هَؤُلاءِ، وَكَبَّرَ هَؤُلاءِ، وَمِنْ وَرَائِهِمْ سَبْعُونَ أَلْفَاً قِيَامٌ، أَيْدِيهِمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ، قَدْ وَضَعُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، فَإِذَا سَمِعُوا تَهْلِيلَ أُولَئِكَ وَتَكْبِيرَهُمْ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ، فَقَالُوا: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَنْتَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُكَ، أَنْتَ الأَكْبَرُ الأَكْبَرُ، ذُخْرُ الْخَلْقِ، الْخَلْقُ كُلُّهُمْ لَكَ، وَمِنْ وَرَاءِ هَؤُلاءِ مِائَةُ أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلائِكَةِ قَدْ وَضَعُوا الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى عَلَى نُحُورِهِمْ، مِنْ رُءُوسِهِمْ إِلَى أَقْدَامِهِمْ شَعْرٌ وَوَبَرٌ، وَزُغْبٌ، وَرِيشٌ، لَيْسَ مِنْهَا شَعْرَةٌ، وَلا وَبَرَةٌ، وَلا زُغَبَةٌ، وَلا رِيشَةٌ، وَلا عَظْمٌ، وَلا مَفْصِلٌ، وَلا قَصَبَةٌ، وَلا عَصَبَةٌ، وَلا جِلْدٌ، وَلا لَحْمٌ إِلاَّ وَهُوَ يُسَبِّحُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَحْمَدُهُ بِلَوْنٍ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ، لا تُسَبِّحُهُ الأُخْرَى بِهِ، مَا بَيْنَ حَاجِبَيِ الْمَلَكِ مِنْهُمْ مَسِيرَةُ ثَلاثِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَتِفَيْ أَحَدِهِمْ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ ثَدْيَيْ أَحَدِهِمْ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمِنْ قَدَمِهِ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَعْبِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى أَصْلِ فَخِذِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ فَخِذِهِ إِلَى أَضْلَاعِ جَنْبَيْهِ مَسِيرَةُ ثَلاثِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ ضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَفِّهِ إِلَى مِرْفَقِهِ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ مِرْفَقِهِ إِلَى أَصْلِ مَنْكِبَيْهِ مَسِيرَةُ ثَلاثِمِائَةِ عَامٍ، وَكَفَّاهُ لَوْ أَذِنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَنْ يَقْبِضَ بِإِحْدَاهُمَا عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا فَعَلَ، وَبِالأُخْرَى عَلَى أَرْضِ الدُّنْيَا كُلِّهَا فَعَلَ».
[الثَّانِي عَشَرَ] قَالَ (291): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُنَبِّهٍ: «إِنَّ الْكَرُوبِيِّينَ سُكَّانُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، لا يُعَلِّمُهُمْ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى كَثْرَةً، يَبْكُونَ وَيَنْتَحِبُونَ بِأَصْوَاتٍ لَهُمْ عَالِيَةٍ، لَوْ سَمِعَ جَمِيعُ أَهْلِ الآرْضِ صَوْتَ مَلَكٍ مِنْهُمْ لَمَاتُوا جَمِيعَاً، لَيْسَ مِنْهُمْ مَلَكٌ يُشْبِهُ خَلْقُهُ خَلْقَ صَاحِبِهِ، لا لِسَانَ، وَلا عَيْنَ، وَلا أُذُنَ، وَلا يَدَ، وَلا رِجْلَ، وَلا جِلْدَ، وَلا شَعْرَ، وَلا عَظْمَ، وَلا مَفْصِلَ، يُسَبِّحُ اللهَ كُلُّ مَفْصِلٍ بِتَسْبِيحٍ لا يُشْبِهُ الْمِفْصَلَ الآخَرَ، وَلِكُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُمْ صَوْتٌ لا يُشْبِهُ صَوْتَ الْمِفْصَلِ الآخَرِ، لَمْ يُسَارَّ مَلَكٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ الَّذِي يَلِيهِ مُذْ خُلِقَا، وَلَمْ يَرَ وَجْهَهُ، وَلَمْ يَعْصُوا اللهَ طَرَفَةَ عَيْنٍ مِمَّا مَضَى، وَلا يَعْصُونَهُ فِيمَا بَقِيَ، وَلَمْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ إِلَى مَا فَوْقَهُمْ مُذْ خُلِقُوا تَخَشُّعَاً للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ
¥