- ورواه عن أبي بكر أيضًا أبو هشام الرفاعي، وهو محمد بن يزيد بن محمد، وهو ضعيف (51)،

ورواية الصواف عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري متأيدة برواية محمد بن أحمد بن أيوب وأبي هشام الرفاعي، ولعل هذا الوجه هو الصواب عن أبي بكر بن عياش (52). وكأن الدارقطني يشير إلى ذلك، حيث ذكر من روى الوجه الأول (بذكر ابن عباس) عن إسرائيل ويونس وأبي الأحوص وزهير وأبي بكر بن عياش، ثم قال: " وخالفهم أصحاب إسرائيل عن إسرائيل ... وأصحاب أبي بكر بن عياش عن أبي بكر ... اتفقوا كلهم فرووه عن أبي إسحاق عن عكرمة مرسلاً عن أبي بكر لم يذكروا فيه ابن عباس " (53).

ز- مسعود بن سعد الجعفي، وهو من الثقات (54)، وقد رواه عنه أبو نعيم الفضل بن دكين، واختُلف عليه:

- فرواه عنه على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس): أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي، ولم أجد لأحمد هذا ترجمة،

- ورواه عن أبي نعيم على الوجه الآخر (بإسقاط ابن عباس):

* ابن سعد،

* وعلي بن عبد العزيز، وهو من الثقات الحفاظ (55)، والإسناد إليه صحيح،

* ومحمد بن الحسين الحنيني، وهو ثقة (56)،

* والسري بن يحيى، وهو صدوق (57)،

* والهيثم بن خالد، وهو ثقة، وله اختصاص بأبي نعيم، إذ كان وراقه، وروى عنه كثيرًا (58)،

وقد رواه عن هؤلاء الثلاثة أبو العباس بن سعيد المعروف بابن عقدة، وهو حافظ مشهور (59).

وظاهرٌ أن رواية هؤلاء الخمسة وفيهم الثقات الحفاظ أرجح عن أبي نعيم، فالراجح عن مسعود بن سعد روايته على الوجه الثاني (بإسقاط ابن عباس).

فهذه الروايات عن أبي إسحاق على هذا الوجه (بإثبات ابن عباس)، وقد تبين أنه لا يصح منها إلا رواية شيبان بن عبد الرحمن، وهذا ما حكم به الإمام أبو عيسى الترمذي - رحمه الله -، حيث قال عقب رواية شيبان: " هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه ".

وأما متابعة أبي إسحاق التي أخرجها ابن عساكر، فراويها محمد بن عون متروك (60)، والراوي عنه سيف بن عمر ضعيف جدًّا (61)، فهي في غاية السقوط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015