وكنت أتعجب من هذا الإسناد؛ كيف لم يشتهر مع نظافته وثقة رواته، وكان مما يزيدني تعجباً تحسين الحافظ بن حجر له.

ثم وقفت على علته بفضل الله تعالى.

فقد وجدت الدارقطني أخرجه في " الأفراد " (344/أ ـ أطرافه) من هذا الوجه، وقال: " غريب من حديث أبي إسحاق عنه، تفرد به عمرو بن قيس، وتفرد به محمد بن كثير الكوفي عنه ".

فظهر بهذا؛ أن الحديث يرويه هذا الكوفي عن عمرو بن قيس، وهو المتفرد به عن عمرو، والكوفي هذا متروك، وهو مترجم له في " تهذيب التهذيب " ـ تمييزاً ـ و " اللسان ".

ولعل الحافظ ابن حجر اشتبه عليه بـ " محمد بن كثير العبدي " الثقة، فلم يبرزه في الإسناد على أساس أنه ثقة، ولا يخشى من جانبه. والله أعلم.

ووقع أيضاً نحو هذا الاشتباه على بعض الرواة، وقد بين ذلك أبو زرعة الرازي؛ فيما حكاه عنه البرذعي (2/ 734 - 735). و وبالله التوفيق.

(5) في " العلل " (1815).

(6) وهناك ثالث؛ وهو مهران بن أبي عمر الرازي.

ذكره الخطيب؛ كما في " جامع العلوم والحكم " (2/ 175).

ومهران هذا؛ ضعيف الحفظ، لاسيما في حديث الثوري؛ فإنه يضطرب فيه، كما قال ابن معين وغيره.

(7) هو: إبراهيم بن محمد بن أحمد الهمداني، راويه عن عمر بن إبراهيم المستملي.

(8) كذا؛ وقائل هذا إنما هو العقيلي، فتنبه.

(9) انظر: أمثلة أخرى، في " الضعيفة " (2/ 88 - 96 - 97) و " المنار المنيف " (ص 22).

قال الشيخ طارق بن عوض الله - وفقه الله - في تعليقه على "المنتخب من علل الخلال" لابن قدامة (ص41): "وأما المرسل المذكور، فقد ذكرنا لك علته وما وقع فيه من اضطراب، ولو صح إلى المرسِل لما صلح للتقوية لتقاعد الروايات الأخرى عن حد الاعتبار" أ. هـ.

شيخنا الفاضل محمد بن عبد الله. المطلوب هو تعليقكم على ما تحته خط.

والبحث جَدُّ ماتع جزاك الله خيرًا على هذا التخريج المحبر.

وهذا يدل على متانة أرضيتك الحديثية!.

وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015