هل يعدّ التفرّد بالرواية مخالفة أم لا؟

ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:43 ص]ـ

بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى تابعيه الذّين هم حزب الله أمابعد: فهذا سؤال موجّه لأهل العناية بالرواية والدّراية. هل يعدّ تفرد الراوي بالحديث مخالفة منه؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 04:02 ص]ـ

الأصل أن التفرد المطلق لا يعد مخالفة، لا سيما إن كان صاحبه من أهل الحفظ والإتقان، وقد تفرد كثير من الثقات بأحاديث لا تعرف إلا عنهم، كتفرد يحيى بن سعيد الأنصاري بحديث الأعمال بالنيات، وتفرد عبد الله بن دينار بحديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته، وذكر مسلم في مقدمة صحيحه أن الزهري تفرد بتسعين أصلا كلها قوي.

قال الحافظ العراقي:

وذو الشذوذ ما يخالف الثقة .............. فيه الملا فالشافعي حققه

والحاكم الخلاف فيه ما اشترط .............. وللخليلي مفرد الراوي فقط

ورد ما قالا بفرد الثقة .............. كالنهي عن بيع الولا والهبة

وقولِ مسلم روى الزهري .............. تسعين فردا كلها ق، وي

لكن قد يعرض لهذا الأصل أمر عارض ينقدح في صدر الناقد فيقرر به أن هذا التفرد علة توجب رد الحديث، كأن يكون أصحاب الراوي الكبار المشهورون بالأخذ عنه لم يرووا عنه هذا الفرد مع أهميته وتفرد من هو دونهم به، بحيث لا يتصور في العادة أن يغفلوا جميعا عن رواية هذا الحديث المهم ويتفرد به هذا الراوي الخفيف الضبط مثلا أو الثقة ولكنه دونهم في الضبط والإتقان.

أو يكون هذا التفرد علامة يعرف بها الناقد أن هذا الراوي أخطأ فأدخل إسنادا في إسناد كما أخطأ جرير بن حازم فروى عن ثابت البناني عن أنس بن مالك مرفوعا (إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني)، فهذا الحديث معروف من رواية الثقات عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، ولكن جريرا أخطأ في هذا الحديث مع أنه ثقة إلا أنه أدخل سندا في سند.

والناقد المتبحر هو المسلَّم له معرفة أمثال هذه العلل والأخطاء التي تقع من الرواة؛ لأن معرفة مثل هذه الأخطاء يحتاج إلى علم كبير وحفظ واسع ووعي بمرويات الرواة واختلاف درجاتهم في الحفظ والإتقان.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:14 ص]ـ

جزيت خيراً أيها الشيخ

ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:54 م]ـ

جزاك الله خيرا أيّها الأخ الكريم

ـ[أبو جعفر]ــــــــ[03 - 05 - 07, 04:42 ص]ـ

أخي الفاضل قد يكون التفرد مخالفة وقد لا يكون فإذا كان تفردا برواية ما لم يروه غيره عن شيخ مشهور أو تفرد بزيادة عن أصحاب شيخ مشهور فإنه يكون مخالفة ونحو ذلك أما إذا تفرد بما ليس عند غيره وكان تفرده ناتجا عن سعة علمه ونحو ذلك فلا يكون مخالفة وهذه قضية مهمة جدا تحتاج إلى نظر دقيق

فحينما يقول المحدثون أن خبر الثقة مقبول ولا يشترط التعدد فإنهم لا يعنون بذلك قبول جميع ما تفرد به وإنما ينظرو لطبيعة هذا التفرد فإن كان فيه مخالفة فإنهما يرتابون فيه وإذا لم يظهر فيه مخالفة فيحققون في سبب التفرد فإن كان التفرد مستساغا قبل وإلا فلا

والمسألة تحتاج إلى بسط

والله أعلم

ـ[أبوصالح]ــــــــ[05 - 05 - 07, 10:22 ص]ـ

بارك الله فيكم ..

ذكر الشيخ الفاضل خالد الدريس في رسالته (الحديث الحسن) عندما بحث (تفرد الصدوق) خلاصة مفيدة:

عند نقاد المحدثين أن الراوي الثقة المتقن حديثه صحيح معمول به ولو لم يتابع، وما ورد في بعض النصوص من تكلم في بعض تفردات الثقات فهو راجع لأحد أسباب ثلاثة:

1 - المخالفة سنداً أو متناً ممن هو أولى صفة أوعدداً، كما وضحته في بعض النصوص السابقة عن القطان والإمام أحمد، ودرجات المخالفة تتفاوت من حيث القوة.

2 - أن لا يكون ذلك الراوي ثقة عند ذلك الإمام وإنما دون ذلك، وإن كان ثقة عند نقاد آخرين، كما وضحته أيضاً في بعض النصوص السابقة.

3 - وجود قرينة من القرائن التي تبعث الشك في ضبط الثقة للحديث الذي انفرد به.

انتهى

وخلاصة الأمر:

أن المخالفة فيها وجه من التفرد؛ لأنه تفرد بصورة معينة في الرواية بزيادة في المتن أو الإسناد.

وأن التفرد فيها وجه من المخالفة؛ لأنه خالف جميع الرواة بأنه رواه وهم لم يرووه.*

ومعيار الحكم: تصرفات الأئمة النقّاد من تفريقهم بين التفرد الذي يُحتمل والذي لا يُحتمل.

وفقك الله لكل خير.

--

*وراجع الشريط21 من تعليقات (علل الترمذي) للشريف حاتم العوني.

http://www.alukah.net/صلى الله عليه وسلمrticles/صلى الله عليه وسلمrticle.aspx?CategoryIعز وجل=46&صلى الله عليه وسلمrticleIعز وجل=198

ـ[ابو حاتم النجدي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:06 م]ـ

قال الامام الذهبي في الموقظة (وقد يعد مفرد الصدوق منكرا)

ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 07, 10:46 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

امابعد: فأني أحمد الله العظيم على فضله الكبير على طلبتنا المجتهدين في ضبط القواعد الحديثيه واستشارة الطلاب بعضهم لبعض في تقعيد القواعد النقديه لهذا العلم الكبير

واقول وبالله التوفيق ان التفرد والله اعلم يعد مخالفه بكل اشكاله من حيث ان المتفرد قد روى والاخرين من الرواة لم يتابعوه ولكن الخلاف الواقع ان هذه المخالفه هل تقبل ام لا وهذا يرجع الى المرجحات المعتبره في حال الراوي الذي قد تفرد بهذه الروايه اوتفرد بلفظه ونحوه والله تعالى اعلم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015