جـ: هذا الحديث باطل لا أصل له، ولا يجوز تعلم السحر ولا العمل به وذلك منكر بل كفر وضلال، وقد بين الله إنكاره للسحر في كتابه الكريم في قوله تعالى: واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون، فأوضح سبحانه في هذه الآيات أن السحر كفر وأنه من تعليم الشياطين، وقد ذمهم الله على ذلك وهم أعداؤنا، ثم بين أن تعليم السحر كفر، وأنه يضر ولا ينفع، فالواجب الحذر منه؛ لأن تعلم السحر كله كفر، ولهذا أخبر عن الملكين أنهما لا يعلمان الناس حتى يقولا للمتعلم إنما نحن فتنة فلا تكفر، ثم قال: سورة البقرة الآية 102 وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فعلم أنه كفر وضلال وأن السحرة لا يضرون أحدا إلا بإذن الله، والمراد بذلك إذنه سبحانه الكوني القدري لا الشرعي الديني؛ لأنه سبحانه لم يشرعه ولم يأذن فيه
===========
وقال الشيخ مشهور حسن ضمن أسئلة أجاب عليها
السؤال 60: ما صحة الحديث {تعلموا السحر، ولا تعملوا به}؟
الجواب: حديث لا أصل له، لا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث الذي لا أصل له عند علماء الحديث يطلق على إحدى معنيين: إما أنه يطلق على كلام لا إسناد له، بالكلية، كما فعل ابن السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" لما ترجم لأبي حامد، محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغزالي، المتوفى سنة 505هـ، فذكر فصلاً بديعاً في الأحاديث التي لا أصل لها في كتاب إحياء علوم الدين، وبلغ عددها قرابة الألف، هذه أحاديث لا أسانيد لها أبداً، ووهم فيها أبو حامد، وقال: قال صلى الله عليه وسلم.
والنوع الثاني من الذي يقال فيه: لا أصل له، حديث مداره على كذاب، اختلقه وصنعه، فيقال في هذا الحديث لا أصل له من كلامه، صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث {تعلموا السحر .... } لا أصل له من النوع الأول: أي لا إسناد له
ويقال إن هذا عجز بيت شعر، يقول الشاعر:
العلم بالشيء خير من الجهل به == وتعلموا السحر ولا تعملوا به
ولا يتعلم الساحر السحر ويكون ساحراً، إلا والعياذ بالله لما يؤمر بالكفر، ويستجيب للكفر، ولذا قال عمر بن الخطاب: حد الساحر ضربة بالسيف، والله أعلم ..
======
وقد وجدت نقلا عن الشيخ عطية صقر في فتاوي الأزهر
تعلم السحر
المفتي
عطية صقر.
مايو 1997
المبادئ
القرآن والسنة
السؤال
هل من الحديث ما يقال: "تعلموا السحر و لا تعملوا به " وهل يتفق هذا مع قوله تعالى: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} البقرة: 102؟
الجواب
لم أعثر على حديث بهذا اللفظ، ليكن معلوما أن العلم بالسحر غير العمل به ... اهـ
وقد حذفت بقية كلامه لأنه يرى أنه تعلم السحر غير محرَّم، ويرجح رأي الرازي
=========
والله أعلم وأحكم