حيث قال في كتابه رجال صحيح البخاري: (محمد بن يحيى بن عبدالله بن خالد بن فارس بن ذئب الذهلي النيسابوري: سمع محمد بن موسى بن أعين، ومحمد بن وهب بن عطية، وعمرو بن أبي سلمة، وعبدالرزاق، وغيرهم. روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في (الصوم) و (الطب) (والجنائز) و (العتق) وغير موضع، فقال مرة: (نا محمد) فلم يزد عليه، وقال ثانية: (حدثنا محمد بن عبدالله) نسبه إلى آخره، وقال ثالثة: (نا محمد بن خالد) نسبه إلى جد أبيه، ولم يقل في موضع من الجامع (ثنا محمد بن يحيى الذهلي) مُصرحا، ومات محمد بن يحيى بعده). أ هـ
رجال صحيح البخاري للكلاباذي (2/ 687) تحقيق عبدالله الليثي طبعة دار المعرفة.
وكل من قال ذلك اعتمد على الكلاباذي في هذا الكلام والمبني على الاحتمال المرجوح.
فقال أبو الحجاج المزي في ترجمة الذهلي: (روى عنه البخاري في مواضع من الصحيح، فتارة يقول: حدثنا محمد، فلا ينسبه، وتارة يقول: حدثنا محمد بن عبدالله، فينسبه إلى جده، وتارة يقول: حدثنا محمد بن خالد، فينسبه إلى جد أبيه، ولم يقل في موضع منها: حدثنا محمد بن يحيى). أهـ
تهذيب الكمال للمزي (17/ 325) طبعة دار الفكر.
مع أن المزي لم يذكر الذهلي فيمن روى عنهم البخاري عندما ذكر ترجمة البخاري وعدد أسماء شيوخه الذين روى عنهم!!
انظر تهذيب الكمال (16/ 84 و 85) طبعة دار الفكر.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمته للذهلي: (روى عنه خلائق منهم: ...... ، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ويُدلسُهُ كثيرا، لا يقول: محمد بن يحيى، بل يقول: محمد. فقط، أو محمد بن خالد، أو محمد بن عبدالله ينسبه إلى الجد، ويُعَمِّي اسمه لمكان الواقع بينهما، غفر الله لهما). أهـ
سير أعلام النبلاء (10/ 201) تحقيق عمر العمروي طبعة دار الفكر.
وقال ابن كثير في أثناء ترجمته لمسلم بن الحجاج: (هذا ولم يترك البخاريُّ محمدَ بن يحيى الذهلي، بل روى عنه في صحيحه وغيره وعَذ َرَهُ رحمه الله)
تاريخ ابن كثير (الجزء 11/ 34) طبعة دار المعارف.
وكذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب: (9/ 452) طبعة دار الفكر.
والخزرجي في الخلاصة حيث اقال في ترجمة الذهلي: (وعنه (خ) ويُدلسهُ ... ) ص 363.
ثالثا:
ان الإمام البخاري رضي الله عنه بعيد كل البعد عن التدليس.
روى الخطيب البغدادي بسنده إلى محمد بن أبي حاتم قال: (سُئل محمد بن إسماعيل عن حديثٍ، فقال: يا أبا فلان أتراني أدلس؟!! تركتُ أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر، وتركت مثله أو أكثر منه لغيره لي فيه نظر)
انظر تاريخ بغداد للخطيب (2/ 25) طبعة دار الكتاب العربي.
والذين ذكروا روايته عن الذهلي زعموا أنه كان يُدلسه!!!
رابعا ً:
ما ذكروه من أن روايته عنه وتدليسه إياه كان بسبب ما جرى بينهم من الكلام في اللفظ، مع أن البخاري ألف الصحيح قبل ذلك بزمن.
خامسا:
بما أن اعتماد القائلين بذلك هو على كلام الكلاباذي دون الإشارة إليه، فمن خلال تتبعي لما قاله الكلاباذي تبين ما يلي:
في كتاب الصوم لم يرو البخاري عن (محمد) إلا حديثين فقط
الأول: في باب ما يُذكرُ من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره.
قال: حدثنا محمدٌ قال: أخبرنا أبو خالد الأحمر ...
ومحمد هذا هو: محمد بن سلا َّم البيكندي قطعا ً، وليس محمد الذهلي، لأن أبا خالد الأحمر هو: سليمان بن حيان الأزدي الكوفي الجعفري، والذهلي لم يرو عن أبي خالد الأحمر.
انظر تهذيب الكمال للمزي (8/ 31) طبعة دار الفكر.
والثاني: في باب صوم يوم الجمعة.
قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن شعبة (ح) وحدثني محمدٌ قال: حدثنا غندُر ...
ومحمد هذا هو محمد بن بشار بُندار.
قال ابن حجر: (لم ينسب محمدا المذكور في شيء من الطرق، والذي يظهر أنه بُندار محمد بن بشار، وبذلك جزم أبو نعيم في (المستخرج) بعد أن أخرجه من طريقه ومن طريق محمد بن المثنى جميعا عن غندر).
انظر فتح الباري لابن حجر (4/ 275)
وفي كتاب (الجنائز) في ثلاثة مواضع.
الأول: في باب الأمر باتباع الجنائز.
قال حدثنا محمد قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة ...
¥