طبقات ابن سعد

ـ[البتيري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 10:57 م]ـ

بسم الله

الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله ..

سمعت ان المحدثين ضعفوا الواقدي، بل وسمعت انه موصوف بالكذب ...

ومما قرات: ان ابن سعد كتب طبقاته من روايات الواقدي ...

هل هذا يعني ان طبقات ابن سعد مردودة جملة وتفصيلا؟؟

ام انه يمكن التهاون في السير؟؟؟

وجزاكم الله خيرا ..

ـ[عبد الجبار]ــــــــ[21 - 04 - 06, 07:50 ص]ـ

العلامة ابن سعد رحمه الله كان من طلبة الحديث المجتهدين، وله العديد من الشيوخ غير الواقدي

قال أحد الأفاضل في محاضرة حول رواة الحديث كما في موقع جامعة المدينة العالمية

لو أرَدنا أن نَعرف مَصادر المادّة العِلميّة التي في كتاب "الطبقات" لابن سعد، سَنرى أنّ ابن سعد اعتَمد في الطبقات على مَصدريْن هامّين في تأليف "طبقاته":

أحَدهما: النّقل المباشِر مِن أفواه شيوخه على طريقة المُحدّثِين والمؤرِّخِين، كما كان سائداً في عَصر ابن سعد.

المصدر الثاني: المَوادّ المكتوبة والمدوّنة في الكرّاسات وفي القَراطيس، لأنّه -كما نعلم- في نِِهاية القَرن الثاني تمّ تأليف مِئات الكتب في شَتّى التّخصّصات، في شَتّى المَجالات، في شَتّى أنواع المَعارف، واستطاع ابن سعد أن يَستفيد مِن هذه المَصادر المتوفّرة.

لكن كان أكبر اعتِماده على كُتب شَيخه الواقديّ؛ ولذا تَرى اسم الواقديّ يَتكرّر كثيراً في سلسلة الإسناد عند ابن سعد.

ولكنه لم يَكتَف بالنّقل عن شيخه الواقدي، بل كان يَنقل مِن علماء آخَرين مِن طبقة الواقدي. مثل موسى بن عقبة، المتوفّى سنة (141هـ)، ومَعمَر بن راشد، المُتوفّى سنة (150هـ)، ومحمد بن إسحاق، المتوفّى سنة (151هـ)، وغَيرهم.

انتهى ملخصا.

وقال أيضا:

قد وُجدَت مؤاخَذات على كتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد، مِنها:

- أنّه يَروي أحياناً عن بعض شُيوخه الذِين ضُعِّفوا مِن قِبل علماء الجَرح والتعديل؛ هذا َعيب. فمثلاً: هشام بن محمد بن السائب الكلبي، حِين تَقرأ مَوقف الأئمّة مِن هذا الرجل، تَراه ضعيفا؛ فقد ضَعّفه الدارقطنيّ وقال: مَتروك. وقال ابن مَعين: غير ثِقة. ويقول: الذّهبي: تَرَكوه.

ولو رَجعت إلى كتاب ابن حجر "لسان الميزان"، تراه يَذكر تَجريح العلماء لهشام بن محمد بن السائب الكلبي. أمّا والِده وهو: محمد بن السائب، فهو أضعَف مِنه، حتىّ قال أبو حاتم: الناس مجتمِعون على تَرْك حديثه، لا يُشتغَل به، وهو ذاهِب الحديث.

هذا راوٍ يأتي في الطبقات الكبرى لابن سعد.

هناك راو آخَر وهو: محمد بن عمر الواقديّ؛ فهذا الراوي ضُعّف أيضاً على لسان كثير مِن علماء الجرح والتعديل.

نَقل الحافظ الذهبي الإجماع على تَركِه، وقال -راوياً عن النسائي-: كان الواقدي يَضع الحديث. إلاّ أن الإمام السخاوي -رحمه الله- أشار إلى أنّ محمد بن سعد ثِقة، وإن كان شيخه الواقدي ضعيفاً. لكن الذي يُلاحَظ: أنّ السخاوي لم يَحكم على الواقديّ بأنّه وضّاع كمَا حَكَم النسائي.

- قابَلَتنا مُشكلة أخرى في كتاب "الطبقات"، تَتمثّل في: أنّ ابن النّديم أشار في كتابه "الفهرست" إلى أنّ ابن سعد قد ألّف كُتبه مِن تصنيفات الواقديّ. هذه دعوى ليست على إطلاقها، وفيها نَظر؛، لأن لابن سعد أساتِذة مَشهورِين غير الواقدي، فليس الواقديّ وحدَه هو الشيخ، إنما هناك شيوخ غير الواقدي؛ حتىّ إنّ عَدد شيوخ محمد ابن سعد في الطبقات يزيد على ستِّين شيخاً، مُعظَمهم مِن المُحدّثِين الذِين اهتَمّوا بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسيرة الصحابة والتابِعين ومَن تلاهم مِن أهل العِلم ورواة الحديث.

- ويَتبيّن لنا بما لا يَدع مَجالاً للشكّ: أنّ ابن سعد لم يَقتصر على نَقل مادّة الواقدي فقط, بل نَقل مِن شيوخ آخَرين لهم قَدم راسخة في العِلم وفي الحديث. مِن هؤلاء: أبو نُعَيم الفضل بن دُكَين، وعبيد الله بن موسى، وعفّان بن مسلم، ومَعْن بن عيسى؛ فإنّ ما نَقله ابن سعد عن هؤلاء الأربعة يَزيد عمّا نَقله عن الواقدي.

هناك شيوخ مثل ابن أبي فُدَيك، وأنس ابن إياس، المُتوفّى سَنة (200هـ)، ووكِيع بن الجرّاح، المُتوفّى سنة (196هـ)، وغير ذلك مِن الشّيوخ الذين نَقَل عَنهم ابن سعد ...

وعموماً، فإنّ الكتاب قَيّم لا بأس به، ويَعتمده العلماء في النّقل مِنه والعَزو إليه.

انتهى ملخصا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015