يصدق!! فقد أورده من أربعة طرق كلها فيها سعيد بن عبد العزيز، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع، لانها عادت طريقا واحدا لا غير تنصب فيها العلل التي قدمناها، ثم زاد في نغمة طنبوره!! فقال ذاك المتناقض!!! بعد أن ذكر طريقا أخرى يرويها عمرو بن واقد

وسكت عن عمرو واقتصر على قول الترمذي فيه: " يضعف " ثم قال ذاك المتناقض!! عقب ذلك: " وبالجملة فالحديث صحيح، وهذه الطرق تزيده قوة على قوة "!! اه*. قلت: كيف تزيده قوة على قوة وفيه ظلمات بعضها فوق بعض منها: أولا: كيف تقول طرق وماله إلا طريق سعيد بن عبد العزيز التي قدمنا ضعفها وانقطاعها؟!! ثانيا: كيف تقول " تزيده قوة على قوة " وتسكت عن عمرو بن واقد الذي استشهدت بطريقه لتصحيح هذا الحديث الموضوع وهو كذاب وإليك أقوال الحفاظ فيه كما هي في " تهذيب التهذيب " (8/ 102): " قال أبو مسهر: كان يكذب. . . . وقال البخاري وأبو حاتم ودحيم ويعقوب بن سفيان: ليس بشئ. . . وكان مروان يقول: عمرو بن واقد: كذاب. . . وقال النسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث. . . وقال ابن حبان: يقلب الاسانيد ويروي المناكير عن المشاهير واستحق الترك. . . " اه*. فهل طرق مثل هذا الكذاب مما تقوي الحديث عندك أيها المتناقض؟!! فعليك أن تنقل هذا الحديث إن كنت تعي إلى " الموضوعة "!! ولذلك أورد الحديث الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في العلل المتناهية))

قلت في كلامه طوام وبلايا نوضح طرفاً منها

أولها إعلاله للخبر باختلاط سعيد بن عبد العزيز وهذا إعلالٌ ساقط لأن ممن روى هذا الحديث عنه أبو مسهر وقد احتج مسلمٌ برواية أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز مما يدل على أن روايته عنه قبل الإختلاط وأبو مسهر إمام وعادة الأئمة اجتناب الرواية عن أهل الإختلاط

ثانيها إعلاله للحديث بالإضطراب وليس هناك ثمة اضطراب فإن الحديث قد رواه أربعة عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد

قال الشيخ محمد زياد تكلة في كتابه من فضائل وأخبار معاوية بن أبي سفيان ((رواه البخاري في التاريخ (5/ 240) والترمذي (3842) وابن سعد (7/ 418) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 358 رقم 1129) والبغوي في معجم الصحابة (4/ 491) والترقفي في جزئه (45/أ) والطبراني في مسند الشاميين (1/ 190) والآجري في الشريعة (5/ 2436 - 2438 أرقام 1914 - 1917) وابن بطة في الإبانة وابن منده واللالكائي (8/ 1441 رقم 2778) وأبونعيم في الصحابة (4/ 1836 رقم 4634) والخطيب في تاريخه (1/ 207) وفي تلخيص المتشابه (1/ 406) وفي تالي تلخيص المتشابه (2/ 539) والجورقاني في الأباطيل (1/ 193) وابن عساكر (6/ 62 و59/ 81 - 82) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 274 رقم 442) وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 313 و4/ 386) والذهبي في السير (8/ 34) من طريق أبي مُسهر.

ورواه البخاري في التاريخ (7/ 327) وابن أبي عاصم (2/ 358) والبغوي (4/ 490) وأبوالشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 343) وأبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 180) وابن عساكر (59/ 80 - 81) والمزي في تهذيب الكمال (17/ 322) من طريق مروان بن محمد الطاطري.

ورواه ابن قانع (2/ 146) والخلال في السنة (2/ 450 رقم 697) وابن عساكر (59/ 83) من طريق عمر بن عبد الواحد. (وفي حديثه قصة)

ورواه ابن عساكر (59/ 83) من طريق محمد بن سليمان الحراني.

أربعتهم عن سعيد بن عبد العزيز، نا ربيعة بن يزيد، نا عبد الرحمن بن أبي عَمِيرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية، وقال: "اللهم اجعله هاديا مهديا، واهد به))

قلت والإختلاف إنما وقع على الوليد بن مسلم وهو مع تدليسه ليس بأوثق من أبي مسهر فكيف وقد تابع أبا مسهر من تابعه من الثقات

وأما الإضطراب في المتن فقد روي بلفظ ((اللهم علمه الحساب والكتاب وقه العذاب))

فقال الشيخ التكلة ((وأعله الذهبي في معجم الشيوخ (1/ 155)، وقال إن رواية الترمذي لهذا السند بمتن "اللهم اجعله هاديا" أصح، لرواية جماعة من الرواة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015