وكنت أحبّذ أن تبيّن موقفك ممّا كنت علّقت به على كلامك في المشاركة السابقة، وأن تبيّن وجه ما انتقدته عليك، لا أن تكتفي بإيهام الناس أنّني أنا الذي خرجت عن لبّ الموضوع؛ لأنّني قد انتهيت من ذلك من أيّام في أوّل جواب على سؤال أخي طلال، وكلّ ما كتب بعده خارج عن لبّ الموضوع، بسبب الاستطراد، وإطالة الكلام في أمر لا يجيب عن لبّ السؤال، ولست أنا المتسبّب في ذلك، كما يتيقّنه كلّ متأمّل منصف ...
لذلك؛ فقد ازددت يقينا من قولي: " وعفا الله عنّي؛ فلو علمت أنّه سيقع ما وقع؛ لما استطردت ... بل لما كتبت حرفا ضربة لازب ... ".
وأمّا قولك: " أرجو الإجابة عن هذا المدرك الدقيق؛ ففي الوصول لهذا المدرك إلحاح من قبلي؛ حتى يتم النفع كاملاً، فإن كنتُ مخطئاً فيما قلتُ فوالله أنا أول الناس رجوعاً للحق وإن كنت مصيباً فيما قلتُ من أن الجواب عائد لكون وجود راويين حمصيين في الحديث فسمي الحديث حديثاً حمصياً فأرجو تأييدي فيما قلتُ، مع رجاء أن يكون الجواب مقتضباً مختصراً حتى لا ندخل في أبواب علمية ثانية ... ".
فلا موضع له هنا؛ إذ الزهريّ إنّما تكلّم عن حديث عبد الله بن بسر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صوم يوم السبت، وهو خارج عن المسألة التي طرحها الأخ طلال؛ إذ سؤاله عن كلام نقله الصنعانيّ عن " المنار "، ولفظه:
" وَعَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَحَدِ التَّابِعِينَ - قَالَ: كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ إذَا سُوِّيَ عَلَى الْمَيِّتِ قَبْرُهُ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ. أَنْ يُقَالَ عِنْدَ قَبْرِهِ: يَا فُلَانُ، قُلْ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَا فُلَانُ: قُلْ رَبِّي اللَّهُ، وَدِينِي الْإِسْلَامُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مَوْقُوفًا - وَلِلطَّبَرَانِيِّ نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا مُطَوَّلًا.
وَقَالَ فِي الْمَنَارِ: إنَّ حَدِيثَ التَّلْقِينِ هَذَا حَدِيثٌ لَا يَشُكُّ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ فِي وَضْعِهِ وَأَنَّهُ أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي سُنَنِهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ فَالْمَسْأَلَةُ حِمْصِيَّةٌ
السؤال: أحسن الله إليكم ما مراد ابن القيم – رحمه الله – المسألة حمصية؟ فقد أشكل علي أفيدونا أفادكم الله ".
ولا ريب أنّ هذا الحديث لم يروه خالد بن معدان، ولا ثور بن يزيد، وأخشى ما أخشاه: أن يلتبس الأمر على مهنبث؛ فيظنّ أنّ حديث التلقين قد أعلّه معلّ (مخلّ، بل مسفّ) بخالد وثور، وقد عافاهما الله من معرّة رواية ذاك الحديث المهلهل المزلزل ...
فتأمّل - يا رعاك الله -، وأنعم النظر، وأجل الفكر، يلح لك الصواب، ويضح لك المراد ...
دمت موفّقا مدقّقا.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 08:50 م]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الأفاضل وأجزل الله لكم المثوبة والأجر على هذه الفوائد.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[23 - 01 - 06, 03:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فما زلت ملتزماً آداب البحث والمشاركات، وإن كان بعض الذين يشاركون غير ملتزمين بها ...
1 ــ يظهر جلياً أنني عند ذكر كل كلمة أو نقل، أنسب القول لصاحبه والمجلد والصفحة إلى غير ذلك ....
2 ــ لم أتوجه بأي عبارة إلى أي عضو تنبئ عن استهزاء أو تقالٍّ في علمه أو أدبه أو .......
3 ــ تقيدت بنص سؤال الأستاذ طلال العولقي وأجبت عنه ....
فلم هذه المماحكات الساذجة من قبل بعض من لا دراية لديه ...
نص سؤال الأستاذ طلال العولقي ما يلي:
السؤال: أحسن الله إليكم ما مراد ابن القيم – رحمه الله – المسألة حمصية؟ فقد أشكل علي، أفيدونا أفادكم الله.
والرجاء من الأستاذ طلال العولقي أن يبين ذلك؟ بل هو الذي قال: السؤال ... السؤال .....
وعند توجيه هذا السؤال إلى العاصمي الذي كان له دور كبير في إثارة كثير من هذه المماحكات، يقول:
فلا موضع له هنا؛ إذ الزهريّ إنّما تكلّم عن حديث عبد الله بن بسر في صوم يوم السبت، وهو خارج عن المسألة التي طرحها الأخ طلال
أقسمت عليك بالله، كيف هو خارج عن المسألة التي طرحها الأستاذ طلال؟
بل أسألك بالله كيف تحوِّل هذا النقاش من جواب عن سبب تسمية الحديث بحديث حمصي، إلى مسألة صيام يوم السبت؟؟
الأخ طلال أورد لك مسألة صيام يوم السبت مثالاً مثالاً مثالاً مثالاً للوصول إلى الغاية التي طرح من أجلها السؤال وهو سبب التسمية بحديث حمصي ... ؟؟؟
وهذا نص كلامك من آخر مشاركة لك:
فإنّ الأخ طلالا سأل عن حديث تلقين الميّت بعد دفنه؛ فأجبته بما ظهر لي
وأقول أرجو من الأخ طلال أن يبين هل هذا ما أراد أم لا؟؟؟؟
بل أقول لك: بالله عليك أنظر إلى عنوان هذه الصفحة في جهاز الحاسب لديك ..... ماذا وجدت؟؟؟؟
وأنت ما زلت تدور وتدور وتدور ولا تحاول الإجابة عن هذا السؤال بل تكيل الاتهامات وتتخبط خبط عشواء .....
أخيراً:
نرجو الإجابة عن هذا المدرك الدقيق الذي وجدته ولم تعد تتذكره، والذي أوهمتنا بوجوده من غير ما ذكر أعلاه، فإن أجبت فلك الشكر، وإلا فكفَّ لسانك عنا.
والحمد لله رب العالمين.
¥